لماذا قوقل Pixel ؟!
أعلنت قوقل أمس خلال مؤتمر made by Google عن هاتفها الجديد Google Pixel وذلك للمرة الأولى التي تتخذ فيها قوقل خطوة تصنيع وتصميم هاتف بشكل كامل.
فلا يقتصر الأمر على كونه مجرد هاتف أندرويد فحسب لكنه هاتف من قوقل، والذي تعتبره الشركة بداية لإطلاق تحدي مباشر لأكبر منافس لها وهي شركة أبل.
في حين أن سعر هاتف قوقل بيكسل متساوي مع سعر أيفون إلى حد ما، نجد أن بيكسل هو الأفضل من حيث المزايا التي يقدمها. لكن قوقل لا تعتبر أن المنافسة تتوقف عند مجرد سعر حتى مع وجود نقاط ضعف لديها لا تستطيع تحدي أبل فيها مثل التصوير الفوتوغرافي.
ويتميز هذا الهاتف بالعديد من المزايا الرائعة مثل معالج كوالكوم رباعي النواة 821 سناب دراقون، مستشعر بصمات الإصبع، شاشة عالية الدقة بتقنية QHD بالإضافة إلى نظام يدعم نسخ جميع الصور ومقاطع الفيديو إلى Google Photos مع ضمان عدم نفاذ المساحة.
وبطبيعة الحال، لن تكون قوقل بهذه المواصفات منافسة لأبل فقط، بل إنها تنافس أيضا شركائها من مستخدمي نظام أندرويد. وتضم قائمة المنافسين رواد صناعة الهواتف الذكية في العالم مثل سامسونج، موتورولا، HTC التايوانية. وعلى الرغم من أن قوقل قد كشفت عن نيتها بوضوح تجاه مستخدمي أيفون مع توفير أداة استيراد البيانات المتاحة للمرة الأولي للمبتدئين. إلا أن احتمال إغراء قوقل لعدد كبير من مستخدمي أيفون مازال ضعيف. ومن المحتمل أن يكون مستخدمي هواتف بيكسل الأوائل هم المستخدمين الحاليين للأندرويد من أجهزة HTC، LG، سوني، سامسونج وهواوي.
وعلى مدار سنوات عديدة، شاركت قوقل الشركات المصنعة للهواتف في الحرب ضد أبل بطريق غير مباشر. فقد ابتكرت نظام التشغيل المنافس أندرويد ثم قامت بشراء براءات الاختراع من الشركات المصنعة للأجهزة الإلكترونية مثل Foxconn الصينية كما أنها تحافظ على حقوق ملكيتهم لكنها حتى اللحظة التي أعلنت فيها عن قوقل بيكسل لم تكن تشارك في تصنيع أي جهاز فهي فقط تصدر تراخيص للآخرين لاستخدام أندرويد وهو النظام الأكثر شعبية في عالم الهواتف المحمولة الذي يتقدم على نظام iOS ويمتلك حوالي 1.4 مليار مستخدم شهريا.
وفي حين وجود قوة كبيرة في عدد الشركات المصنعة للهواتف التي تعمل بنظام أندرويد -والتي تفوق أي مكانة سوقية تقريبا-نجد أن هذه الاستراتيجية قد تسببت في مشاكل كثيرة للحالة الأمنية لنظام أندرويد. ففي الوقت الذي تحصل فيها أجهزة iOS على تحديثات أمنية شهرية نجد أن أجهزة أندرويد لا تتلقى تحديثات لمدة تفوق العام كما أن تحديثات نسخ أندرويد قد تحتاج لسنوات أحيانا حتى تطلق قوقل الإصدارات الجديدة ويصعب مع ذلك تطوير التطبيقات والخدمات.
وكما صرح Franciso Jeronimo مدير البحوث بشركة البحوث التسويقية IDC أن كثير من المستخدمين المهتمين بالتحديثات عليهم إدراك أن حصولهم على آخر تحديث يعني حصولهم على شيء أفضل لكنهم لن يعتبروا الأمر سهلا إذا أخذوا على عاتقهم ضرورة الذهاب إلى الإنترنت والبحث عن الإصدار الأخير بأنفسهم فهم بحاجة إلى إشعارهم وفرض التحديث عليهم كما تفعل أبل.
ونجد أن أجهزة نيكسوس من قوقل هي الوحيدة التي تماثل أبل في إصدار تحديثات عالمية لنظام iOS. والتي تم تصنيعها بالشراكة مع كبري الشركات المصنعة للهواتف المحمولة على مستوي العالم مثل LG، سامسونج، هواوي وHTC. لكن هواتف نيكسوس تختلف عن بيكسل إذ أنها لا تكتسب شهرتها من كونها أجهزة أندرويد من قوقل لكنها أجهزة منسوبة لكبرى الشركات المصنعة للهواتف المحمولة وقد حققت ثلاثة ملايين عملية بيع للمرة الواحدة.
ووفقا لمعلومات من شركة IDC، فإن إجمالي مبيعات قوقل وشركائها من أجهزة نيكسوس منذ عام 2010 يصل إلى 23 مليون وحدة والذي يمثل 2% فقط من المبيعات الكلية للهواتف الذكية في هذه الفترة في الوقت الذي حققت فيه موديلات S من سامسونج 520 مليون وحدة مبيعات وتفوقت أبل ببيع مليون وحدة مبيعات من أجهزة أيفون.
مما أدى إلى تراجع سامسونج عن تصدر المشهد بين أجهزة أندرويد خاصة مع منافسة شركات أصغر مثل سوني، LG، HTC. وتخوض الآن منافسة شرسة مع أبل ويسعي كلا منهما إلى كسب شريحة جديدة من المستخدمين الذين يميلون لتبديل أجهزتهم من فترة لأخرى.
وهنا يكمن السؤال الأهم، ما الهدف من تصميم قوقل لأجهزة خاصة بها؟
قررت قوقل الدخول في منافسة مع أبل مباشرة دون الاعتماد على أي وكلاء أو شركاء يسوقون لنظامها الخاص بتشغيل الهواتف المحمولة. وهذا يعني أن تتولى الشركة مهمة إجراء تحديث مباشر لأجهزتها بنفس النهج الذي تتبعه أبل مع أجهزتها.
وسوف تكشف هذه المنافسة عن الكثير من قوة العلامة التجارية قوقل، وقد وصف Marc Allera المدير التنفيذي لشركة EE البريطانية قوقل بكونها شركة معروفة منذ زمن طويل باعتبارها علامة تجارية رائدة في مجال التكنولوجيا المبتكرة ويمكن للمستخدمين توقعا كلاعب قوي ومثير في سوق الهواتف المحمولة بعد اتخاذ هذه الخطوة.
ولا يمكن تجاهل قيمة وجود شركة واحدة تكون مسئولة عن تصميم الأجهزة والتطبيقات البرمجية. وربما يكون لذلك أيضا تأثير على مصنعي أجهزة أندرويد الذين يعتمدون على قوقل في مجال البرمجيات.
وعلى حد قول نائب مدير العمليات بالشركة، فإن هواتف بيكسل هي استمرار لمسيرة عطاء قوقل لعملائها وللمستخدمين حق الاختيار. فهم لا يسعون بالضرورة إلى منافسة أبل فهم يحاولون توفير ابتكارات تكنولوجية في جميع المستويات مع استمرار استراتيجية الأندرويد.
فهذا الوقت المناسب لكي تبدأ قوقل من الصفر وتنجز وعودها التي فشلت في تحقيقها من خلال نيكسوس. فهي تسعي لتوضيح ما تستطيع فعله من خلال البرمجيات وليس فقط الأجهزة. فهذا الجهاز المستقل الجديد يمكنه الاستفادة من هذه المزايا ويكيفها بالشكل الذي يُنشئ علاقة أقوى مع قوقل.
وتمثل أجهزة بيكسل حاليا درجة عالية من الأهمية لدى قوقل: فإذا تقبل المستخدمون فكرة إصدار هاتف بتصميم كامل من قوقل وقاموا بشرائه واعتمدت قوقل بعد ذلك على علامتها التجارية وخدماتها كعامل جذب رئيسي في سوق تنافسية عالية. ولنفترض أن قوقل فشلت في بيع الهاتف، فإن الأزمة سوف تؤثر بكل تأكيد على مكانة العلامة التجارية وانطباع المستخدمين ولن يقتصر الأمر على مجرد هاتف ذكي.
وعلى أية حال، يرى المراقبين أن إطلاق قوقل لهاتف ذكي من تصميمها هو شيء جيد بغض النظر عن المنافسة التي ستخوضها قوقل مع أبل فيما يخص المبيعات.