ماذا نتوقع من قوقل في عام 2016
“لقد أدركنا منذ زمن بعيد أنه مع مرور الوقت تميل الشركات للتعود على القيام بذات الأمر، والاكتفاء فقط بإحداث تغييرات تدريجية، لكن في قطاع التكنولوجيا – حيث الأفكار الثورية هي من تحدد مناطق النمو المستقبلية الكبيرة – فإنك تحتاج أن تخرج من وضعية الراحة لتبقى منسجماً مع طبيعة هذا القطاع وطبيعته”, جاء ذلك في تصريح لاري بيج الرئيس التنفيذي لشركة قوقل في أغسطس الماضي، معلناً إنشاء شركة جديدة يكون هو رئيسها التنفيذي و شريكه سيرجي رئيساً لها باسم “ألفابت إنك “.
لتكون ألفابت مجموعة متنوعة من الشركات أكبرها بطبيعة الحال هي شركة قوقل – يكون سوندار بيتشاي رئيسها التنفيذي الجديد-، إلى جانب عدد من الشركات الأخرى ذات التخصصات البعيدة عن منتجات الإنترنت الرئيسية، مثل: صناعة أجهزة المنازل الذكية.
و فقط من خلال الأربع شهور الماضية منذ الإعلان عن شركة ألفابت يمكنك رؤية ثمار المجهودات المبذولة، تحت قيادة بيتشاي حيث قامت قوقل بتعديل في علامتها التجارية بتغيير الشعار الخاص بها، في الوقت الذي أطلقت فيه شركة ألفابت شركة خاصة لعلوم الحياة بتركيز أكبر للحصول على منتجات صحية لاختبارها و ضخها للأسواق .
و من المؤشرات الجيدة نجاح الشركة المؤسسة حديثاً ألفابت في جذب العديد من الشركات في مجالات العلوم، السيارات، وخدمات التخزين السحابي، عن طريق إتاحة فرصة أكبر للاستقلالية تحت مظلة شركتها، و من المتوقع أن تواصل شركة ألفابت و من خلال قوقل محاولة تحقيق الإنجازات تحت وتيرة التغيير مع دخول عام جديد .
بعض الأشياء المتوقعة من جوجل في عام 2016 :
- مبدأ الاستحواذ:
على الرغم من أن الهدف الرئيسي لشركة ألفابت هو جذب الشركات المبتدئة و الغير معروفة، إلا أنه من المتوقع أن تسعى لتمهيد الطريق للتعاون مع الشركات الكبرى مثل تويتر، و التي صرحت أنها تود دائماُ البقاء مستقلة حتى وإن استظلت يوماً ما بمظلة شركة أكبر مثل ألفابت ستحافظ على استقلاليتها، كما ستحافظ على مدريها التنفيذي، ولكن عقبة واحدة يتوقعها المحللون هي أن الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة بمراقبتها الدائمة للشركة قد تحد من توسعاتها الاستحواذية.
- خدمات التخزين السحابي :
يعتقد أن خدمات التخزين السحابي تعد من العمائد الأساسية لشركة قوقل، على الرغم من أنها كانت تقبع في الناحية المظلمة من قوقل، إلا أن الشركة وبعد تعيينها للمختص ديان جريني قد حققت بعض التحركات التي لفتت الانتباه رغم قصر الوقت، لذا من المتوقع أن تشهد شركة قوقل تطوراً خاصاً في مجال التخزين السحابي ذلك العام، إلى حد تصريح بعض موظفيها أنه من أهم أهدافهم أن تنشأ قوقل في عام 2020 شركة تخزين سحابي.
- التسويق عبر الهواتف الذكية:
وراء كل شيء ممتع و مفيد تقوم به كل من قوقل و ألفابت دائماً هو العائد المادي من استخدام محرك البحث خاصتها و الذي يزيد بالطبع عن طريق التسويق، ففي الأعوام السابقة قامت قوقل بتطوير هواتف ذكية خاصة بها، كما قامت بتطوير الصيغة الإعلانية المستخدمة لتضمن سيطرتها على التسويق عبر الهواتف الذكية المختلفة، كما واجهت قوقل بعض المشاكل مثل انخفاض العائد المادي من الإعلانات، ولكن سيظل مجال التسويق هو اللعبة التي تتمتع بها قوقل، و إذا استطاعت تطوير التسويق المتنقل عندها على المدى القصير ستحقق أرباحاً عظيمة .
- السيارات ذاتية القيادة :
من المتوقع أن تؤسس ألفابت شركة منفصلة للسيارات ذاتية القيادة في عام 2016، مع خطط لا تقتصر فقط على ضخ تلك السيارات إلى السوق، و لكن تمتد إلى محاولة تكرار تجربة (أوبر) الناجحة، كما تعاونت شركة قوقل مؤخراً بالتعاون مع شركة فورد لإنتاج السيارة ذاتية القيادة، ولكن لن يصبح ذلك سهلاً بعد إقرار كاليفورنيا ضرورة تواجد السائق خلف عجلة القيادة حتى للسيارات ذاتية القيادة، مما سيصعب ذلك على قوقل، حيث أن تصميمها لا يحتوي من الأساس على عجلة للقيادة.