تعد بطولة كأس العالم لكرة القدم في البرازيل مثالاً حيًا على مدى تغير استهلاكنا لكل من البيانات والمحتويات. أصبحت الأحداث الرياضية الكبرى مثل كأس العالم والأولمبيات سريعًا أهم الأحداث الرقمية.
بالنسبة لكأس العالم 2014، من المتوقع أن تختلف أرقام المشاهدة للغاية عن أي سنة أخرى نظرًا لانتشار أجهزة الهاتف الجوال ومن المؤكد زيادة الاعتماد على أجهزة الهاتف الجوال المتصلة لمتابعة المباريات. وقد صرح ستيف مكافري، نائب رئيس أريس لأوروبا والشرق الأوسط قائلاً “هذا العام، سوف تلعب البرازيل دور المضيف “لكأس العالم على الهواتف الجوالة”.
في الواقع، تقدر المشاهدة عبر الحواسب بنسبة 63% كما تقدر المشاهدة عبر الهواتف الذكية بنسبة 23% والحواسب اللوحية بنسبة 25%. في المملكة العربية السعودية، توفر شركة موبايلي باقات التفاز eLife من خلال تقنية FTTH والتي تضم خيارًا حيث يمكن للمشتركين تحديد سرعات الإنترنت القائمة على الألياف بـ 25 أو 50 أو 100 أو 200 ميجا بايت في الثانية.
صرح ياروب ساخنيني، مدير المبيعات الإقليمي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشركة Brocade Communications قائلاً “رغم أن هذا الخبر يعد رائعًا بالنسبة لمشجعي كرة القدم، إلا أن زيادة استهلاك الوسائط عبر الأجهزة المحمولة يشكل تحديًا للعاملين على ضمان مستوى عالٍ من أداء الشبكات.
سوف تكون جميع فرق تكنولوجيا المعلومات على علم بتأثير الأعداد الكبيرة من الموظفين المشاهدين للفيديو على الأعمال، حيث ذكر 42% من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات أن الأحداث الشهيرة مثل الأولمبيات وكأس العالم تؤثر سلبًا على أداء الشبكات.
مع مشاهدة الملايين لكل ركلة وكل إعاقة وكل هدف وكل دقيقة وإعادة اللعبة، ظهر أن كأس العالم هو المعضلة الكبرى التي تواجه الشبكات، حيث يعكس التحدي الذي تواجهه الشركات. في سعي لنشر التكنولوجيات الجديدة والناشئة مثل السحابة والبيانات الكبرى (Big Data) والاتصالات من جهاز لآخر (Machine-to-Machine) وإحضار الجهاز الشخصي (BYOD) والتنقل المثالي (seamless mobility)، يجب أن يتفادوا “إحراز هدف في أنفسهم”. فزيادة الضغط على الشبكات التي لا تزال معتمدة على تقنيات بالية، أثبت أنه عقبة في طريق النجاح
تعد الشبكات الحالية في الأساس نفس الشبكات المصممة منذ 20 سنة والتي تم تصميمها لعدد قليل نسبيًا من أجهزة سطح المكتب الشخصية. فالعدد الضخم من الأجهزة المتصلة – من الحواسب اللوحية والهواتف الذكية والتقنيات التي يتم ارتداؤها والسيارات ذاتية القيادة – والذي يشكل العالم اليوم، يتطلب نهجًا مختلفًا. فالشبكة الموجودة لدينا الآن لم تصمم لهذا العالم الجديد المتميز. ستكون هناك حاجة لنهج أذكى وأكثر مرونة حيث كميات البيانات المتعلقة بالأحداث مثل كأس العالم تصبح بشكل متزايد المعيار للأعمال اليومية.
لدعم هذا النوع من الطلب، فإن الملاعب الرياضية والمنظمين أصبحوا أمثلة رائدة على أفضل الممارسات في تطوير البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات التي تعد منتشرة للغاية لكنها مضادة للرصاص. يمكن للمؤسسات التي لا تزال تعتمد على تقنيات بالية من ناحية أخرى أن تجد كأس العالم مدعاة لمزيد من الاستثمار في البنى التحتية للشبكات المرنة القابلة للتوسيع.
من خلال استغلال كأس العالم كفرصة للتعرف على المزيد حول قوة الشبكات، فإن الشركات في المملكة العربية السعودية يمكنها جعل هذه الأسابيع القليلة كفرصة قيّمة للتأكد من جاهزيتها لأي أحداث عالمية أو مسابقات كأس العالم المستقبلية .