لطالما كان المحتوى المجاني في الانترنت فوضويًا لأهداف ربحية. إعلانٌ يقفز من أسفل الشاشة, وآخر يظهر من المنتصف, والأخير يتطفل على ذوقك الموسيقي قائلًا : أنا مروان تلودي, والقائمة تطول من المحتوى المزعج.
كان ذلك حتى تعرف أكثر من 100 مليون من مستخدمي الإنترنت على أدوات حجب الإعلانات أو “Ad Blockers” والتي قاومتها عدد من مواقع الإنترنت بإظهار لوحة تحجب محتوى الموقع حتى تلغي تفعيل تلك الأدوات, واستمر الشد والجذب بين أخلاقية استخدام هذه الأدوات وانزعاج مستخدمي الانترنت حتى أعلنت قوقل عن علاجها الأخير لهذه الفوضى.
بعد تقارير وإشاعات استمرت لأكثر من شهر حول نوايا قوقل بإطلاق ميزة حجب الإعلانات رسميًا وبشكل متوافق مع متصفح قوقل كروم, قامت قوقل بالإعلان رسميًا عن أنها انضمت إلى تحالف يهدف إلى نشر إعلانات أفضل غير مزعجة ولا تستهلك من حزمة الإنترنت وأداء المتصفح إلا القليل, تحالف أطلق عليه “Coalition for Better Adds”. انضم إلى هذا التحالف كل من فيسبوك, يونيليفر, بي أند جي وأخيرًا قوقل وعدد آخر من الشركات المهتمة بنشر المحتوى على الانترنت.
قد يكون يثار الجدل بكون معظم عوائد قوقل آتيًا من أرباح الإعلانات, الأمر الذي يتعارض مباشرةً مع نواياها لهذا الإنضمام. في الواقع, قوقل وكبقية المتحالفين قامت بنشر قواعد وشروط الإعلان المسموح به من غيره, مضيفة إلى ذلك أنها ستقوم بإيقاف أرباح الإعلانات من المواقع التي تتعامل معها في حال وجدت لديها إعلانًا واحدًا لا يطابق هذه الشروط والمعايير مع مطالع 2018 لتبدأ من أمريكا الشمالية, المملكة المتحدة, ألمانيا, أستراليا و نيوزيلاند, مضيفة إلى ذلك دعوة لصانعي المحتوى في الانترنت للتعرف على أفضل الطرق لتجنب هذا المنع والاستفادة من جعل إعلانات الانترنت أكثر أناقة وأقل إزعاجًا للمستخدمين.
قد يكون هذا الحل خيارًا عبقريًا من قوقل كونها الوسيط الربحي بين محرري المحتوى المجاني في الانترنت والمستثمرين, لكن ماذا لو كانت حصة فيسبوك وقوقل كروم منخفضة في بلد ما, أو كان المعلن على اتصال مباشر مع صاحب الموقع, فسيكسب الطرفان ارباحهما دون المرور في هذه الحلقة بقوقل, وإن قامت قوقل بحجب عرض هذا النوع من الإعلانات, فستكون عرضًا لأصابع الإتهام كونها انتهكت حرية الانترنت وحرضت على قطع أرزاق هذا النوع من المواقع.