بات مشترو الهواتف الذكية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا يميلون وبوتيرة متنامية نحو سوق الهواتف الذكية ذات الأسعار المعقولة، وذلك مع تزايد تركيز العملاء من شريحة الشباب المولعين بالحلول والأجهزة الرقمية العصرية على شراء أجهزة تتمتع بالتقنيات التي يرغبون باستخدامها، عوضاً عن اقتناء أحدث الهواتف من العلامات التجارية الشهيرة.
وعلى الرغم من الارتفاع الإجمالي في مبيعات الهواتف الذكية في المنطقة والذي بلغ 83% خلال العام الماضي، وذلك وفقاً لآخر إحصائيات حركة الأسواق الصادرة عن شركة آي دي سي لأبحاث السوق IDC، إلا أن الحصة السوقية للهواتف الذكية التي تقل أسعارها عن 100 دولار ارتفعت من 5% فقط حققتها في العام 2013، لتحتل خمس السوق بنسبة وصلت إلى 20% من إجمالي مبيعات الهواتف الذكية خلال العام 2014.
في هذا السياق قال نيتين سود، المدير العام لشركة “فلاي” في الشرق الأوسط وأفريقيا، الشركة الأوروبية الرائدة في صناعة الهواتف الذكية والتي دخلت أسواق المنطقة العام الماضي: “نشهد في هذه الأيام تحولاً واضحاً في سوق الهواتف الذكية يتمثل في ميل العملاء نحو قطاع الأجهزة المعروضة بأسعار معقولة مع قناعتهم بأن الأجهزة المتطورة والفائقة الأداء قد لا تكون الخيار الأنسب لتلبية متطلباتهم. أما العجلة المحركة لهذا التوجه فهي شريحةالشباب من المولعين بالأجهزة التقنية الرقمية والراغبين باستثمار هواتفهم الذكية إلى أبعد حد والباحثين عن أفضل المواصفات، لكنهم لا يأخذون العلامة التجارية بعين الاعتبار عند اختيارهم للأجهزة”.
كما أشار السيد سود إلى أن أعمار مشتري الهواتف ضمن شريحة الشباب تتراوح ما بين 21 و45 عاماً، وهم من طلاب الجامعات أو المهنيين، لذا فإنهم بحاجة إلى استخدام واستثمار البيانات بالدرجة القصوى من أجل دمج توجهات وسائل الإعلام الاجتماعية مع الأنشطة عبر الإنترنت، وغالباً ما يشكلون الشريحة الرئيسية والأولى التي تسعى لاقتناء التقنيات المتطورة.
وأضاف السيد سود قائلاً: “تعتبر شريحة الشباب أولى الفئات التي تتبنى التقنيات المتطورة، فهم يرغبون بالحصول على أقصى درجات الفائدة من هواتفهم الذكية، كسرعة المعالج، وسعات أكبر في الذاكرة ، أو شاشات العرضالمتميزة ولكن بأسعار تنافسية. كما أنهم لا يخشون تجربة الموديلات والتقنيات الجديدة، ولهم تأثير قوي وفعال ضمن عالم المدونات والشبكات الاجتماعية، لذا فإنهم يشكلون فرق اختبار للمنتجات الجديدة بكل معنى الكلمة على أرض الواقع”.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم حرص شريحة “مستخدمي الحلول الرقمية من البالغين” على تبني التقنيات الجديدة بدفع عجلة سوق الهواتف الذكية في المنطقة، وذلك نحو تحقيق دورة حياة أقصر للمنتج، وللتكيف بسرعة مع الحلول الجديدة، ولاسيما معايير شبكات LTE، التي تنتشر بسرعة كبيرة في جميع أرجاء المنطقة، وتقنية الجيل الرابع 4Gمن الشبكات اللاسلكية. هذا وقد قفز عدد المشتركين بشبكات LTE في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 174 بالمائة على أساس سنوي خلال الربع الثاني من العام 2014، وفقاً لآخر إحصاءات شركة أوفيوم للأبحاث، وذلك مع تنامي عدد شركات الاتصالات التي أدرجت شبكات LTE ضمن خدماتها.
بدوره قال عبد الجبار شاه نواز، نائب رئيس قسم التسويق لدى شركة “فلاي” في الشرق الأوسط وأفريقيا: “هناك موجة تحول كبيرة من أجهزة الجيل الثالث 3G للشبكات اللاسلكية لأجهزة الجيل الرابع 4G، فأكثر من 60 بالمائة من الهواتف الجديدة التي يتم طرحها في الأسواق قادرة على استقبال وتشغيل شبكات الـ LTE حالياً، كما أن جميع الهواتف التي تباع بسعر يتجاوز الـ 100 دولار هي أجهزة قادرة على استقبال وتشغيل شبكات الـ LTE، فهذه الشبكات تتيح للمستخدمين إمكانية انسياب بيانات الفيديو بسرعات أكبر بين هواتفهم الذكية، بوجود تقنيات ربطوتحميل أسرع، ما يجعلها الخيار الرئيسي لمشاهدة الفيديو وعمليات التحميل واللعب عبر الإنترنت. وهو ما انعكس بشكل كبير على أحجام الشاشات، فالسوق يميل على متزايد إلى تبني الشاشات قياس خمسة بوصة أو أكبر”.