هل يمكن الإستغناء عن منفذ Jack 3.5 mm بالفعل ؟
لقد تم إلغاء منفذ 3.5 مم الخاص بالسماعات السلكية واستبداله بمنفذ USB-C بالفعل في العديد من الإصدارات الراقية للهواتف الذكية مثل الإصدارات الجديدة من أيفون 7، الجيل الثاني من قوقل بيكسل وغيرها .
وربما كان ذلك موضع انتقاد الكثير من مستخدمي الهواتف الذكية أو المهتمين بمجالات التقنية، لكننا سوف نستعرض معًا في هذا المقال بعض من مزايا وعيوب إلغاء منفذ 3.5 مم.
فعلى الرغم من أن إلغاء منفذ 3.5 مم في الإصدارات الحديثة للهواتف الذكية ميزة هامة وهي الحد من استهلاك طاقة البطارية مثلما حدث مع إصدارات أجهزة الأيفون الجديدة من أبل مثل زيادة طاقة وقدرة البطارية بنسبة 14% في أيفون 7، وزيادتها بنسبة 5% في أيفون 7 بلس، نجد أن أصحاب الأذواق الرفيعة من المستمعين لا يجدون في تقنية البلوتوث أو محول USB حلًا مُرضيًا للاستماع للمواد الصوتية ويعتبرونها وسائل غير عملية.
وما يؤكد ذلك أنه بالرغم من النمو الهائل في خدمات البث الصوتي على الإنترنت وانتشار مواقع الاستماع للموسيقى مثل Spotify و Pandora والتي تسمح للمستخدم بالاستماع لعدد غير محدود من قوائم التشغيل بالإضافة إلى الملايين من الملفات التي يمكن تحمليها مجانًا والتي تغطى معدل بت (نقل البيانات) 192 كليوبت/ ثانية وهى تعد نسبة مقبولة نظرًا لأن ضغط الملفات يؤثر على جودة ومدة الصوت إلا أن الجودة التي تقدمها تقنية البلوتوث لاستماع هذه الملفات لا ترضي جانب من المستمعين الذين يتطلعون إلى مدى أبعد وجودة أعلى.
لكننا نود الإشارة إلى أن الوظيفة الأساسية لسماعات البلوتوث ليست تشغيل المقاطع الصوتية والاستماع للموسيقى فقط. فإذا كان الأمر كذلك، فسوف تشبه في عملها السماعات السلكية. لكن سماعات البلوتوث من شأنها أن تصنع جو مثالي للاسترخاء والرياضة على عكس السماعات السلكية التي قد يعاني منها المستخدم أثناء الركض وممارسة التمارين الرياضية ولا توفر تجربة صوتية هادئة ومريحة عند شحن الهاتف. وهذا هو المتوقع أن يوفره إلغاء منفذ 3.5 مم بتقديم تجربة مميزة من الجودة والرفاهية في الوقت نفسه.
كما أن السماعات اللاسلكية ملائمة تمامًا للعمل داخل المنزل، فتواجد النظم متعددة المستخدمين ،خاصة في المنازل، مثل مكبرات الصوت اللاسلكية متعددة الاتجاهات و الشبكة اللاسلكية متعددة الغرف هو خيار مُفضل لدى العديد من المستهلكين حاليًا نظرًا لما توفره هذه الأنظمة من راحة وسلاسة للمستخدمين. وبالتالي فإن السماعات اللاسلكية ملائمة تمامًا للعمل داخل المنزل بما تمتلكه من نظام صوتي ذو قدر عالي من الفاعلية والكفاءة يساعد في توصيل الصوت لأي مكان داخل المنزل أو السيارة بلمسة زر واحدة دون الحاجة لتنظيم العديد من الأسلاك.
خطوة واحدة أقرب إلى المستقبل
إن إدخال سماعات رقمية بمنفذ USB-C للهواتف الذكية يعد خطوة نحو تحسين التجربة الصوتية النموذجية، وبالتالي زيادة الطلب على خدمات بث أفضل. ويؤدي ذلك بدوره إلى التشجيع على نشر تجربة صوت لاسلكلية أفضل على المدى الطويل.
ويقدم كلًا من البلوتوث و سماعات USB-C للمستهلكين أكثر من مجرد مواد صوتية نظير إجراء اتصال بالجهاز عبر هذه التقنية. حيث يمكن لمصنعي سماعات الرأس زيادة عناصر التحكم الأساسية مثل المُشغل/المؤقت و التحكم في حجم الصوت. وتتباين هذه العناصر المذكورة في الخيارات الإضافية أو الدعم الشامل للمنتج أو الأوامر الصوتية. وعلاوة على ذلك، فإن تقنية معالجة البيانات الموجودة في السماعات نفسها تمهد الطريق لميزات جديدة مثل إلغاء الضوضاء المحيطة وتقنية التعرف على الصوت.
لكن لا يزال يمكن القيام بكل هذا دون الاستغناء عن منفذ 3.5 ملم، فما الهدف من الاستغناء عنه ؟؟!
يتطلب دعم منفذ 3.5 ملم وجود محول DAC في سماعة الرأس ،الذي يقوم بتحويل الإشارات الرقمية إلى موجات صوتية عبر المكبر الصوتي وفراغ تسري من خلاله البيانات على لوحة الدوائر إضافة إلى تكاليف البحث والتطوير. وكما يبدو فإن توفير تقنيات بهذه الصورة في سماعات بمنفذ 3.5 ستكون باهظة التكاليف، ومن هنا كان الحل الأقل تكلفة والأكثر فعالية أن يتم إلغاء هذا المنفذ تمامًا واستبداله بمنفذ من نوع USB-C.
وجدير بالذكر أنه على مدار ما يزيد عن 50 عام، حصلت الأجهزة المحمولة على تحسينات عديدة في جودة تشغيل المقاطع الموسيقية لكن سماعات 3.5 مم لم تكن بقدر عالي من الكفاءة لتسمح بوصول هذه الجودة للمستخدم. وفي حين أنها تقوم بتمرير الإشارة التناظرية لملف الموسيقى فقط دون تحويلها إلى بيانات رقمية يتم بثها عبر مكبر الصوت، فإن الهواتف الذكية الأحدث ستكون بحاجة إلى تقنية تقوم بتحويل الإشارة التناظرية إلى رقمية وهو المتوقع أن تتولى خاصية A2DP في البلوتوث تحقيقه والتي تسمح للمستخدمين بالاستماع لملفات صوتية عالية الجودة.