توقعات بفقدان 5 ملايين وظيفة بحلول 2020 بسبب التطور الرقمي والتغير المستمر للأعمال
أكد خبير تقنية أن التطور الرقمي يفرض تحديات على سوق العمل، ويجعل الأعمال في تغير مستمر، وسط توقعات بأن تؤدي تلك التغييرات والتطور الرقمي إلى فقدان ملايين الوظائف بحلول العالم 2020.
وحدد ستيف كوكس نائب رئيس تقنية سحابة ERP وEPM في شركة “أوراكل” العالمية خلال قمة تجربة الأعمال الحديثة التي عقدت أخيراً في لندن خمسة عوامل تؤثر في سوق العمل مع تطور بيئة النشاط الرقمي التي يشهدها العالم اليوم، أولها القصور العالمي في المواهب، حيث أن 70 % من رواد الموارد المالية لديهم مخاوف تتعلق برأس المال البشري لديهم، وتتزايد مع الوقت صعوبة العثور على الأشخاص المناسبين ذوي المهارات المناسبة في الوقت المناسب.
أما العامل الثاني فهو صعود الروبوتات، حيث تتوفر اليوم الروبوتات الصناعية التي كانت تُكلف منذ خمس سنوات مضت 1.5 مليون دولار أمريكي بسعر 10 آلاف دولار، وقفزت مبيعات الروبوتات في آسيا بنسبة 70 % في الفترة بين العامين 2010 و2015 وفقًا إلى التقرير العالمي للروبوتات، كما أعدت الشركات الأمريكية نحو135000 روبوت صناعي خلال نفس الفترة.
وقال كوكس إن العامل الثالث هو الشكل المتغير لسوق العمل، وتساءل: “كيف يمكننا التوظيف اليوم في الوظائف التي ربما تختفي خلال خمس سنين؟ وقال: “وفقاً للمنتدىالاقتصادي العالمي سيتم فقدان أكثر من5 ملايين وظيفة بسبب التغييرات التي تطرأ على سوق العمل بحلول عام 2020، وخصوصاً تلك الوظائف التي تنطوي على عمل بدني يمكن التنبؤ به”.
وبحسب كوكس فإن العامل الرابع هو تواصل توقعات العملاء في الارتفاع أضعافاً مضاعفة، حيث أن الشركات من لم تكن من قبل أكثر خضوعًا لتوقعات العملاء فيما يتعلق بالسرعة وجودة الخدمة بهذا الشكل، إذ إنه في عصر الوسائط الاجتماعية يتوقع 53 % من المستهلكين الرد في غضون ساعة واحدة من اتصالهم بعلامة تجارية على “تويتر”، مشيراً إلى أن العامل الخامس هو تقلب نماذج الأعمال، حيث أن مصنعي المنتجات بدأوا يبيعون خدمات، وشركات أجهزة تكنولوجيا المعلومات توفر المحتوى، وحتى رواد الاقتصاد التشاركي الشباب يوسّعون نشاطهم، ولذلك تحتاج الشركات في هذه البيئة إلى البنية الأساسية التي تُمكِّنها من التكيف والتطور بسرعة.
وتحدث كوكس عن التحول إلى مؤسسة مستعدة للتغيير، وقال إنها تحتاج إلى أهداف واضحة وأنظمة سليمة لاستيعاب المفاجآت التي لا مفر منها على طول الطريق، معترفاً بأن فكرة أن يتمكن عميلنا من إكمال المعاملة خلال 24 ساعة كانت بمثابة حلم منذ عام مضى، واليوم تتم نحو 70 % من صفقاتنا عبر السحابة في أقل من 48 ساعة.
وأشار إلى أن أهمية إعادة تركيز الأعمال على توفير الإمكانيات من خلال السحابة، وحرص الشركات على التبسيط قبل التسريع أو الأتمتة، ومن المهم توحيد كل العمليات بحيث لا تكون بها أي اختلاف عبر الأعمال، وذلك لأن الاتساق أمر مهم للموظفين كما هو الحال بالنسبة للعملاء، وهو واحد من أكبر محركات الكفاءة.
وحث كوكس فرق عمل الموارد المالية على صياغة نماذج للعديد من السيناريوهات واختبارها بسرعة وبدرجة عالية من النزاهة حتى تتمكن بعد ذلك من وضع خطة قوية لكل النتائج المحتمل، مشيراً إلى أن الوقت الحالي ليس بأي حال من الأحوال مناسباً للتهور، وسيقوم المدراء الماليون بدور فعال في تأمين النجاح المستمر.
