باريس تستضيف مؤتمر رؤية الخليج “فيجن جولف 2025” لتعزيز الشراكة الفرنسية الخليجية

في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها الاقتصاد العالمي، يبرز مؤتمر رؤية الخليج “فيجن جولف 2025” كفعالية رائدة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا ودول الخليج. ومن المقرر أن تستضيف العاصمة الفرنسية باريس النسخة الثالثة من هذا المؤتمر رفيع المستوى خلال الفترة من 17 إلى 18 يونيو 2025، بمشاركة نخبة من ممثلي الحكومات، وقادة الأعمال، وصنّاع القرار، بهدف استكشاف آفاق جديدة للتعاون في مجالات الاستثمار، التبادل الاقتصادي، الابتكار، والتنمية المستدامة. يسعى مؤتمر رؤية الخليج “فيجن جولف 2025” إلى تحفيز مرونة التعاون الاقتصادي، وإطلاق العنان لإمكانات الاستثمار المشترك، إلى جانب دعم المشاريع الاستراتيجية التي تُرسّخ أسس مستقبل مستدام، قائم على الابتكار والرؤية بعيدة المدى.
عهد جديد من التعاون: من الرؤى الطموحة إلى التأثير الملموس
تحت شعار “من رؤى طموحة إلى تأثير ملموس: عهد جديد من التعاون”، يسلط مؤتمر رؤية الخليج “فيجن جولف 2025” الضوء على أهمية تحويل الاستراتيجيات الطموحة إلى نتائج واقعية تُحدث فرقاً فعلياً على أرض الواقع. فعلى مدار يومين، سيتناول المنتدى عشرة محاور استراتيجية للتعاون بين فرنسا ودول الخليج، تعكس اتساع نطاق الفرص وتنوعها عبر مختلف القطاعات:
- التحول في قطاع الطاقة – تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة والممارسات المستدامة.
- الذكاء الاصطناعي والابتكار – تعزيز شراكات التكنولوجيا المتطورة.
- الرعاية الصحية – تعزيز التعاون الطبي وحلول التكنولوجيا الصحية.
- التعليم والمواهب – تطوير برامج تبادل المهارات والمعرفة.
- الأغذية الزراعية والأمن الغذائي – ضمان الإمدادات الغذائية المستدامة والابتكار في مجال التكنولوجيا الزراعية.
- البنية التحتية الذكية والإنشاءات – بناء مدن مرنة وبنية تحتية ذكية.
- السلع الفاخرة والتجزئة – توسيع الأسواق الراقية وتجارب المستهلك.
- الرياضة والسياحة – الاستفادة من الفعاليات والسياحة لتحقيق النمو الاقتصادي.
- التنقل والنقل – تحسين الاتصال عبر البر والجو والبحر.
- مناخ الاستثمار والوصول – تسهيل الوصول إلى الأسواق وتوفير بيئة استثمارية مواتية.
يتضمن البرنامج مجموعة من الجلسات رفيعة المستوى، من أبرزها جلسة “مخططات 2030″، وهي جلسة وزارية تستعرض الرؤى والاستراتيجيات بعيدة المدى، بالإضافة إلى جلسة “الابتكار من أجل الاستدامة”، التي تطرح حوارًا استشرافيًا حول إدارة المياه، النفايات، وموارد الطاقة.وإلى جانب الكلمات الرئيسية التي يلقيها وزراء، وحلقات النقاش التي تجمع نخبة من الخبراء، ستتناول هذه الفعاليات الفرص والتحديات المرتبطة بالتعاون الفرنسي الخليجي، مع التركيز على ابتكار حلول عملية، وبناء شراكات جديدة تحدث تأثيراً ملموساً وفعّالاً على أرض الواقع.
البناء على نجاحات ونتائج “رؤية الخليج 2024“
شهد مؤتمر رؤية الخليج “فيجن جولف 2024” إقبالًا غير مسبوق، حيث تجاوز عدد المشاركين 1200 شخص (من بينهم أكثر من 500 مشارك من دول مجلس التعاون الخليجي). وقد أسفر المؤتمر عن نتائج ملموسة واتفاقيات محورية، من أبرزها- توقيع شراكة استراتيجية بين الهيئة العامة للموانئ السعودية (موانئ) والميناء الكبير لمارسيليا فوس الفرنسي، لتعزيز الروابط التجارية البحرية. إبرام اتفاقية بين “صادرات البحرين” وغرفة التجارة الفرنسية، لدفع العلاقات التجارية البحرينية-الفرنسية إلى آفاق جديدة. وكان من أبرز الأحداث الأخرى الإعلان عن إطلاق “فرانس لاب” جديد بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي، تأكيدًا على التزام فرنسا بدعم الابتكار المشترك في المنطقة. تعكس هذه الإنجازات كيف نجح مؤتمر “فيجن جولف” في تحويل الرؤى الطموحة إلى أفعال حقيقية، وأرسى أسس شراكات ومبادرات تعزز التعاون الاقتصادي الفرنسي الخليجي.
وبناءً على هذا الزخم، سيتم افتتاح مؤتمر رؤية الخليج “فيجن جولف 2025” بحضور رفيع المستوى من وزراء من فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي، تأكيدًا على دعم الحكومات لهذا المنتدى البارز. وستضم المنصة مشاركات من شخصيات قيادية نادرة الظهور في المحافل العامة، ما يضفي قيمة استثنائية على المناقشات، ويضمن أن تبقى ثاقبة، صريحة، وموجهة نحو تعاون ثنائي فعّال وطويل الأمد.
بوابة استراتيجية للمستثمرين الخليجيين نحو أوروبا
لا يقتصر مؤتمر رؤية الخليج “فيجن جولف 2025” على كونه المنتدى التجاري الأبرز لتعزيز العلاقات بين فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي، بل يرسّخ أيضًا مكانته كبوابة استراتيجية للمستثمرين الخليجيين الطامحين إلى التوسع في السوق الأوروبية الأوسع. وقد سلّطت نسخة رؤية الخليج “فيجن جولف 2024” الضوء على فرنسا باعتبارها الوجهة الأوروبية الأولى لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، ما يعزز مكانتها كنقطة دخول مثالية إلى القارة، تتمتع بمقومات اقتصادية قوية وبنية تحتية استثمارية متطورة. وفي عام 2025، سيساهم المؤتمر في ترسيخ هذا الدور المحوري من خلال جمع نخبة من المستثمرين الخليجيين، والمديرين التنفيذيين للصناديق السيادية، والمبتكرين، لاستكشاف فرص الشراكة في مشاريع استراتيجية فرنسية وأوروبية. وسيوفر مؤتمر رؤية الخليج “فيجن جولف 2025” للمستثمرين الخليجيين منصة استثنائية لصياغة استراتيجيات توسعية نحو أوروبا، انطلاقًا من فرنسا، وامتدادًا إلى الأسواق الأوروبية، مما يمكّنهم من بناء شراكات طويلة الأمد تتسم بالاستدامة والقيمة المتبادلة. ويتماشى هذا التوجه مع الرؤية الفرنسية الأوسع الرامية إلى تشجيع تدفقات الاستثمارات الثنائية، وتعزيز دور فرنسا كمركز ديناميكي لتوسّع المستثمرين الخليجيين في أوروبا.
التبادل التجاري بين فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي
تتميز العلاقات التجارية بين فرنسا ودول الخليج بتدفقات ديناميكية للسلع والخدمات ورأس المال، مدفوعة بالثقة المتبادلة ورؤية مشتركة لتحقيق الازدهار على المدى الطويل. ففي عام 2024 وحده، بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة 8.5 مليار يورو، مما يمثل زيادة بنسبة 14.9٪ مقارنة بالعام السابق. وعلى المستوى الإقليمي، بلغ حجم التجارة بين فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي 20.9 مليار يورو، بما في ذلك 7.6 مليار يورو من التبادلات مع المملكة العربية السعودية، و2.6 مليار يورو مع الكويت، و1.1 مليار يورو مع قطر، و0.7 مليار يورو مع عمان، و0.4 مليار يورو مع البحرين، وفقًا لبيانات الجمارك الفرنسية. تؤكد هذه الأرقام قوة العلاقات الاقتصادية وتكشف عن فرص متزايدة لتوسيع آفاق التعاون في مختلف القطاعات.
وإلى جانب التجارة، تعتبر فرنسا في منطقة الخليج مركزًا للابتكار، ومعيارًا للجودة، وبوابة استراتيجية للأسواق الأوروبية. وتستند هذه الشراكة متعددة الأوجه إلى ثلاثة أركان رئيسية: الوصول إلى التقنيات المتقدمة التي تدعم التحديث الصناعي في قطاعات مثل الطيران والطاقة والرعاية الصحية؛ التبادل الثقافي والأكاديمي المتين الذي يعمق التعاون التعليمي والبحثي؛ والمشاريع الاستثمارية الاستراتيجية التي تعزز خلق فرص العمل والتنويع الاقتصادي والتنمية الإقليمية طويلة الأجل.
للمزيد من المعلومات أو البرنامج المفصل لـ مؤتمر رؤية الخليج “فيجن جولف 2025” ، يرجى التواصل مع وكالة بيزنس فرانس الشرق الأدنى والشرق الأوسط.
رابط الفعالية: Home – Vision Golfe