كيف تربح شبكات التواصل الإجتماعي وهي مجانية ؟
في هذا الوقت نجد أن مواقع الشبكات الاجتماعية تهيمن على الويب بالكامل، كم مرة تجد نفسك تحدث حالتك في الفيسبوك، وتغرد على تويتر أو تضيف صور جديدة إلى صفحتك على الإنستقرام؟ العديد من الشبكات الاجتماعية تسمح للمستخدمين بإنشاء ملفات شخصية مجانا، ولكن هل تساءلت يوما من أين تأتي هذه المواقع بالمال الكافي لدعم الملايين من المستخدمين؟ أو من أين يأتي المال الذي تدفعه لموظفيها على الأقل ؟!
هناك أكثر من 277 مليون مستخدم على LinkedIn، وعدد أكثر في تويتر، وهناك 1.2 مليار في الفيسبوك،كما أنه لدينا 540 مليون شخص على قوقل بلس (معظمهم من الأشخاص الذين لم يعرفوا بعد كيفية حذف ملفاتهم الشخصية مع الحفاظ على حساباتهم في خدمة البريد الإلكتروني Gmail 😥). هذا الحجم هو الجواب القصير على السؤال “كيف يمكن لهذه الشركات كسب المال؟”، لنغض الطرف عن هذه لأنها لا تزال لا تستطيع أن تفسر لنا من أين تأتي الإيرادات.!
بين فقاعة الدوت كوم .Com التي انفجرت في عام 2000 وحتى الركود الإقتصادي عام 2007، نرى أن الاستثمار المغامر بدأ يزدهر، حيث كان هناك العديد من رجال أعمال يستثمرون في شركات الإنترنت الصاعدة والواعدة، أملاً منهم في تحسين الأوضاع، حيث أننا لا ننكر أنه لولا الله ثم هؤلاء لكانت هذه الشركات انتهت وتداعت من تكاليف التشغيل فما بالك بغيرها من التكاليف.
لكن ومع وجود الركود الإقتصادي، حتى رجال الأعمال لن تكفي أموالهم في دعم هذه المشاريع حيث أن أموالهم ستنتهي مع عدم وجود ما يدعم ذلك المشروع ليجعله مستقلاً بذاته، خصوصا وأن المواقع مع مرور الوقت تزداد شعبية ومع هذا الازدياد تتطلب تكاليف أكثر، لذلك وجب عليهم إيجاد حلول أسرع لكسب الأموال وهذا هو ما جعلها تستقل بذاتها.
عندما لا تدفع ثمن البضاعة فأعلم أنك أنت (البضاعة)
الطريقة الأكثر شيوعا لشبكات التواصل لتوليد الإيرادات هي السماح للشركات بالإعلان على موقعها. قد يكون من الصعب أن نصدق ذلك، ولكن الإعلان على شبكة الإنترنت لا يزال سوقاً ناشئة. خبراء التسويق يحاولون باستمرار العثور على أفضل طريقة لإدراج الإعلان في تطبيق أو صفحات الشبكات الإجتماعية دون التأثير على المستخدمين بطريقة سلبية.
للأسف بعض تلك الشركات اتبعت طريقة بشعة للربح من خلال شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية التي فرضتها لتحميل واستخدام تطبيقاتها حيث أنها قامت باستغفال أو الاستفادة من عدم تمكن المستخدم من فهم أو قراءة ما بين السطور من قبل المستخدم، ليس في العالم العربي، حتى في العالم الغربي بشكل أو آخر من خلال إغراء العميل باستخدام التطبيق مجانا مقابل المتاجرة بأهم شيء يملكه وهو علاقاته الشخصية ومختلف مراسلاته الشخصية!
لكن من باب المنافسة من قبل شركات الاتصالات العالمية لحماية بيانات عملائها والحفاظ على إيراداتها قامت بعض شركات الاتصالات الكبرى بإطلاق تطبيقات شاملة مجانية لعملائها منافسة لـ ”سكايب” و”واتساب” تتضمن كل ما تحتويه هذه التطبيقات المعروفة وغيرها، بهدف توفير بيئة اتصال ضمن باقات البرودباند المتنقل أو الواي فاي التي تقدمها، ومن تلك الشركات التي أطلقت تطبيقات منافسة شركة اتصالات تيليفونيكا الإسبانية، حيث قدمت تطبيقا شاملا للدردشة والمراسلات المكتوبة والمسموعة باسم تو مي Tu Me، وشركة اتصالات أورانج الفرنسية باسم Libon، وشركة تي موبايل في أمريكا باسم Bobsled، وقدمت تلك الشركات تطبيقاتها لمختلف عملائها لاستخدامها في بيئة آمنة حفاظا على بيانات عملائها.
سيسألني البعض وكيف تستفيد من رقم هاتفي أو حتى اهتمامي في الفيسبوك، بل كيف ستهتم تويتر لما أعدت تغريدة أو كتبته في الهاشتاق، قط لا تستفيد الشركة نفسها من معلوماتك أنت بالذات لكن قد يهمها غيرك، أما بالنسبة لك ولاهتمامك فقد تبيع الشركة معلوماتك على شركة أخرى تهتم بك وبما يهمك، لتعلن عندك أو عن طريقك، كما هو الحال في بعض رسائل الجوال المزعجة !!
في نهاية الموضوع لا يسعني إلا تذكر مقولة رائعة قرأتها على تويتر من أحدهم يقول ” عندما لا تدفع ثمن البضاعة فأعلم أنك أنت (البضاعة) ” وهذا ما نحن عليه للأسف في بعض مواقع التواصل الإجتماعي.