بدأ التفاعل بين الإنسان والآلة يهيمن على جزء كبير من تفكير الأشخاص خاصة بعد صدور مجموعة القصص القصيرة تحت عنوان “أنا، روبوت”، للكاتب الكبير إسحق عظيموف في عام 1950. ومنذ ذلك الحين، استحوذت الروبوتات على مكانة مهمة في الثقافة الشعبية ولكن اختلفت الآراء حولها عما إذا كانت شيئاً مخيفاً أو مفيداً للغاية.
وخلال النصف الثاني من القرن العشرين، شهدنا ظهور أشكال عديدة ومتنوعة للروبوتات على شاشات السينما أو التلفزيون منها الروبوت “R2-D2” في سلسلة حرب النجوم، والروبوت الساخر “روزي” في المسلسل الكرتوني الأمريكي الشهير “The Jetsons”، والروبوت المدمر في سلسلة “Terminator”، وغيرها من القصص الفلسفية التي تتناول إمكانية تطور الإحساس لدى الروبوتات، مثل فيلم “Blade Runner” و”A.I. Artificial Intelligence”.
أما اليوم فنجد التكنولوجيا في كافة مناحي حياتنا – بدءاً من الأبواب الأوتوماتيكية وعمليات الدفع الذاتية ومروراً بحصاد المنتجات الزراعية وتجميع البضائع في خطوط المصانع، وحتى أتمتة العمليات التجارية في المكاتب. كما نلاحظ انتشار الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد من حولنا، ونرى بوضوح أن قدرات الذكاء الاصطناعي مستمرة في التطور بسرعة فائقة.
ولا شك بأن القفزات التقنية التالية باتت واضحة المعالم في المجالات المنزلية، من المكانس الكهربائية الآلية إلى الثلاجات الذكية. وقد أصبحت روبوتات الدردشة الخاصة بخدمة العملاء نموذجاً سائداً بسرعة كبيرة، كما تطورت المجتمعات السكنية والمنازل المتصلة لتتحول إلى تجربة نموذجية لا نستطيع الاستغناء عنها. وينطوي هذا القطاع على إمكانات نمو هائلة، إذ بلغت قيمة سوق الأجهزة الروبوتية المنزلية 6.81 مليار دولار أمريكي في عام 2021، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم أكثر من ثلاث مرات ليصل إلى 21.94 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027.
هذا وتستطيع الروبوتات إضافة قيمة كبيرة إلى المجتمعات السكنية، وقد استغلت ماجد الفطيم لمشاريع المدن المتكاملة، إحدى الشركات التابعة لماجد الفطيم العقارية، هذه الإمكانات الهامة ونشرت فريقاً من الروبوتات لتنفيذ بعض المهام الأساسية لدعم عمليات المبيعات وفريق العمليات في المجمع السكني الرائد في دبي “تلال الغاف”. وسيحظى زوار هذه الوجهة المتميزة المصممة على طراز المنتجعات، والتي تقع بالقرب من تقاطع شارع الشيخ زايد بن حمدان آل نهيان وشارع حصة،
بترحيب غير مسبوق من قبل روبوت المرافقة “تيرمينوس”، لدى دخولهم إلى مبنى “ذا بافيليون” مركز مبيعات تلال الغاف.
وفي إطار التزامها بتحقيق تجربة استثنائية لعملائها، تعاونت شركة ماجد الفطيم مع مجموعة تيرمينوس لتتيح لزوار وجهتها السكنية الرائدة التفاعل المباشر مع الروبوتات، وطرح أي أسئلة يرغبون بطرحها عبر شاشة لمس مدمجة. وسوف توفر التقارير المفصلة لتفاعلات العملاء مع الروبوتات رؤى قيمة للشركة ستقوم باستخدامها لتحسين تجربة العملاء، كما يجري حالياً العمل على تشغيل روبوتات خاصة بالتوصيل لدعم فريق العمليات في نقل المستندات الهامة، كاتفاقيات البيع والشراء، بشكل آمن بين مركز المبيعات وفلل العرض.
وجدير بالذكر أن ماجد الفطيم ستقوم بنشر روبوتات دورية لتعزيز الأمن في تلال الغاف، بمجرد انتقال السكان إلى هذا المجمع الذي يوفر مساحات مجهزة بشكل مثالي للمشي، حيث أنه يضم أكثر من 500,000 متر مربع من الحدائق والمساحات الخضراء المفتوحة والأشجار، تساهم بتقديم نمط حياة نشط في الهواء الطلق وتعزيز رفاهية قاطنيه. تقوم روبوتات الدورية في تلال الغاف بإرسال بث فيديو مباشر إلى فريق التحكم في قسم إدارة المرافق في المجمع، فضلاً عن قدرتها على تسجيل اللقطات والتقاط الصور، الأمر الذي يضمن راحة البال لسكان المجمع، والمساعدة في توفير بيئة هادئة في مختلف أرجاء المشروع
—–
محطات هامة في تاريخ الروبوتات
- ظهر مصطلح “روبوت” للمرة الأولى في مسرحية “Rossum’s Universal Robots” في عام 1920 للكاتب المسرحي والروائي والصحفي التشيكي كاريل تشابيك، حيث تقوم الروبوتات في المسرحية بالوظائف البشرية وتتولى مهام عسكرية قبل أن تقوم بالسيطرة على العالم.
- في عام 1939، تم عرض أول روبوت حمل اسم “ELEKTRO”، في المعرض العالمي “World’s fair”. وتصدرت قدرته على المشي وتدخين السجائر وتفجير البالونات بأمر بشري عناوين الصحف في ذلك الوقت.
- في عام 1948، تم تطوير أول روبوتات مستقلة، على شكل سلحفاتين اسمهما Emler وElsie، على يد العالم وليام غراي والتر.
في عام 1961، تم تسجيل براءة اختراع أول روبوت صناعي تم تصميمه لتفريغ أجزاء من عملية الصب بالقالب.