تقارير ومقالات

صحراؤنا أليفة .. والايفون يعيش فيها بعدسة سينمائية

لأول مرة تنتج Apple إعلانًا بإخراج سعودي كامل، مصوّر بعدسة iPhone، وبأيدي مخرجين وممثلين سعوديين، ليكون شاهدًا على لحظة فارقة تجمع بين التقنية الحديثة وهويتنا الأصيلة. لم يكن مجرد إعلان، بل كان رؤية سعودية تتحدث بلغة العدسة، حيث صنعت الكاميرا قصتها بين رمال الصحراء، ووهج الشمس، وعراقة المكان.

لكن هذه الحكاية تحمل بُعدًا أعمق.. فقد عاد iPhone إلى رحم الطبيعة التي وُلِد منها، إلى الرمال التي تشكّل جزءًا من تكوينه. نعم، إنها حقيقة! فحبات الرمل التي تملأ صحراء السعودية، هي ذاتها التي تُستخدم في صناعة زجاج شاشته، وتدخل في صناعة المعالجات، وكأن الآيفون قد عاد وأستأنس بالمكان وقدم أفضل مالديه بعيون سعودية.

كاميرا iPhone، التي اعتدنا أن تكون مرآة للواقع، تحولت إلى عين ترى التفاصيل بوضوح مذهل، تلتقط النور كما تلتقط الإحساس، وتحوّل أبسط المشاهد إلى صور تنبض بالحياة، وهنا برزت فكرة وجمال وبساطة الإعلانات من ابل.

كل لقطة تروي حكاية، وكل إطار يحمل لمسة من الإبداع السعودي

جاء الإعلان الأول ليقدم ميزة تبديل التركيز في كاميرا iPhone بأسلوب إبداعي يجمع بين التقنية والطابع الكوميدي، وبمشاركة الفنان السعودي عبدالله السدحان، ليُبرز كيف يمكن للكاميرا التنقل بسلاسة بين الأجسام في المشهد بلمسة وبلحظة سريعة.

أما الإعلان الثاني، فقد احتفى بجمال اللحظة مع ميزة التصوير بالحركة البطيئة، مستعرضًا كيف يمكن أن تتحول لقطات نراها سريعة وعادية، إلى لحظة يتجمد فيها الزمن لتُبرز أدق التفاصيل بحس إبداعي راقٍ. بأسلوب شاعري وتصوير أخاذ، استطاعت الكاميرا أن تحوّل المشهد إلى لوحة فنية نابضة بالمشاعر.

عندما تلتقي التقنية بالإبداع السعودي.. iPhone يوثق الحكاية!

في حديثه خلال ورشة العمل التي أقامتها Apple في الرياض، كشف علي الكلثمي، مخرج العمل، عن كواليس هذه التجربة غير التقليدية، واصفًا إياها بأنها “تحدٍّ ممتع”، إذ تم تصوير الإعلان بالكامل بعدسة iPhone، دون اللجوء إلى المعدات السينمائية التقليدية. ورغم ما قد يبدو للوهلة الأولى كتقييد تقني، إلا أن الكلثمي أكد أن قوة كاميرا iPhone وقدراتها المتقدمة جعلت التجربة سلسة وغنية بالإبداع.

الصحراء وما يتعلق بها من وحشة وما تتصف به من خوف وحذر باتت مع الايفون مروجا غناء ورياضا نسكنها وكأننا في بيوتنا.

ما ميّز هذه التجربة، كما أوضح، هو البساطة والعفوية، إذ قال: “كنت أصوّر دون أن يدرك الممثلون ذلك في بعض اللقطات، مما جعل الأداء أكثر طبيعية وأزال رهبة الكاميرا تمامًا”. هذا الطابع غير المتكلف سمح للمشاهد بأن تنقل إحساسًا حقيقيًا وعفويًا، بعيدًا عن التكلف الذي تفرضه أحيانًا الكاميرات الاحترافية.

كما أشار الكلثمي إلى أهمية توقيت التصوير، موضحًا أنه استفاد من الساعة الذهبية في الصباح، حيث انعكست أشعة الشمس الناعمة على المشاهد بطريقة سينمائية طبيعية، مدعومة بتقنية HDR ودقة التصوير العالية في iPhone. وأضاف أن أدوات مساعدة بسيطة، مثل حامل التصوير المانع للاهتزاز، جعلت من السهل تقديم لقطات احترافية يمكن لأي شخص تنفيذها، ما يعكس فلسفة Apple في جعل الإبداع السينمائي متاحًا للجميع، دون الحاجة إلى معدات ضخمة أو فريق إنتاج ضخم.

اللقطات السريعة جامدة في عين العدسة.. والآيفون شاهد على السحر

لم تقتصر ورشة العمل على تجربة الإخراج السينمائي للإعلانات، بل تخللتها رؤية فوتوغرافية إبداعية قدّمها المصور عبدالله الشايجي، الذي استعرض مزايا كاميرا iPhone وكيف يمكن لأي شخص، سواء كان محترفًا أو هاويًا، استغلال قدرات الكاميرا للحصول على نتائج مبهرة دون الحاجة إلى معدات معقدة.

وأوضح الشايجي أن السر لا يكمن فقط في الكاميرا ذاتها، بل في كيفية التعامل معها والاستفادة من أدواتها المدمجة، حيث يمكن للمصور إجراء تعديلات سريعة وبسيطة مباشرة عبر تطبيق الكاميرا الأساسي وتطبيق الصور في iPhone، دون الحاجة لاستخدام برامج خارجية، ومع ذلك، تظل النتيجة احترافية ومذهلة.

كما سلط الضوء على ميزة التصوير البطيء، التي وصفها بأنها نافذة لاكتشاف تفاصيل لا تراها العين المجردة، حيث تتيح هذه التقنية التقاط لحظات خاطفة بطريقة درامية، تمنح المشهد عمقًا بصريًا وجمالية خاصة. بفضل هذه الميزة، تتحول اللقطات السريعة إلى مشاهد ساحرة تنبض بالحياة، كقطرات الماء وهي تتطاير، أو الرمال وهي تنساب مع الريح، أو حتى تعبيرات الوجه التي تمر في لحظة لا تُلاحظ بالعين المجردة، وهو ماتم توظيفه في إعلانات أبل الأخيرة.

كانت الورشة بمثابة رحلة بصرية عميقة، أكدت أن الإبداع لم يعد حكرًا على الاستوديوهات الضخمة، بل أصبح بين يدي الجميع، حيث يمكن بكاميرا iPhone فقط تحويل كل لحظة إلى عمل فني نابض بالحياة. وهو ما استشعرته وأنا أشاهد فيدوهات الإعلانات الأخيرة من أبل وحديث الكلثمي والشايجي المليء بالتجارب الحية.

ABDULLAH ALGHAFIS

مؤسس ومدير موقع نيوتك ، مدون تقني ، إعلامي ، أدير مجموعة مواقع ، مصور فوتوغرافي ومهتم بالتقنية وأخبارها وخاصة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ، أسعى لخلق بيئة تقنية عربية واعية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى