حكومات دول الشرق الأوسط تخطو نحو الحوسبة السحابية
تتجه الحكومات في منطقة الشرق الأوسط نحو المزيد من الابتكار وتسعى لتطوير طرق جديدة للتفاعل مع السكان وتقديم الخدمات لهم بكفاءة. وفي ظل الضغوط التي تفرضها الحاجة لتوفير خدمات ذات مستوى عالمي اعتماداً على ميزانيات محددة، خلال فترات زمنية معينة، تتجه المؤسسات الحكومية بدءاً من وسائل النقل إلى السلطات القانونية نحو الاعتماد على الحوسبة السحابية لتغيير منظومة تقديم الخدمات والطريقة التي تقوم من خلالها بالتفاعل مع المواطنين.
وبالنسبة للمؤسسات الحكومية في دول الخليج، فإن هناك فرص لتقديم حلول آمنة، وموثوق بها، وقابلة للتطوير والداعمة لخطط الرؤى الاستراتيجية ومبادرات التحول الرقمي لديها.
وقد بدأنا نشهد عدداً من المؤسسات والجهات الحكومية بمنطقة الشرق الأوسط تمضي في مسيرتها قُدُماً في التحول نحو الحوسبة السحابية وتختلف عملية التحول من جهة الى أخرى. ويعود هذا التحول بفوائد لا تحصى على منظومة أعمالها، ويشمل ذلك زيادة كل من سرعة مباشرة الخدمات، و قدرة الاستيعاب بحسب متطلبات العمل، إضافةً الى تحسين الكفاءة، وخفض النفقات. وفيما يلي بعض الخطوات والأسئلة الأساسية التي يجب أن تبدأ الدوائر الحكومية في الإجابة عنها بينما تبحث إمكانية التحول نحو تطبيقات الحوسبة السحابية.
التأكد من توافق منظومة تقنية المعلومات لدى المؤسسات مع استراتيجيتها
من المستحيل تحديد المجالات التي ستستفيد من التحول نحو الحوسبة السحابية من دون فهم عميق للكفاءات والمتطلبات الأساسية للشركات والمؤسسات. وهناك عدد من الأسئلة الرئيسية التي يجب طرحها، على الرغم من أنها ستختلف وفقاً لاحتياجات المؤسسة أو الشركة قيد الدراسة، وتشمل: هل هناك تطبيقات قديمة تحتاج إلى قدر أكبر من التوسع، أو الموثوقية، أو الأمان أكثر مما يمكن توفيره في البيئة الحالية؟ ما هي الاحتياجات الأساسسية من الأجهزة والقدرات الاستعابية ؟ ھل ستکون المؤسسة على استعداد لتوسیع وتخفيض نطاق أعمالها بمجرد إتمام عملية التحول؟ وكيف يمكن للتكنولوجيا السحابية دفع أهداف وحدة تكنولوجيا المعلومات وبالتالي أهداف المؤسسة ؟ وبمجرد الإجابة على هذه الأسئلة، ستكون المؤسسة أو الجهة الحكومية في وضع أفضل بكثير للبدء في التخطيط لاستراتيجية ناجحة للتحول نحو الحوسبة السحابية.
تحديد الأولويات
يعد إطلاق مشاريع متعددة في آن واحد هو بمثابة استباق للأحداث، إذ يتعين تحديد الاحتياجات الأساسية والأكثر أهمية أولاً، ومن ثمّ البدء في العمل على توفير حلول لها. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تشكّل هذه برامج تعاون داخل المنظومة السحابية يتسنى من خلاله مشاركة الملفات وتعديلها بالتشارك مع مستخدمين آخرين في نفس الوقت. فالبدء في مهمة يتنسى لفريق العمل الاستفادة منها بشكل فوري سيساهم في كسب ثقتهم.
بالاضافة الى ذلك، فإن الاعتماد على الموارد الصحيحة، والدعم من أفراد الفريق، والتحلي بمهارات القيادة، وضمان التواصل المستمر بين الأطراف المعنية في جميع مراحل المشروع سيساهم في تحقيق النجاح من البداية.
تقليص النطاق واختبار المشروع مبكراً
إذا لم يتم الاتفاق على نطاق محدد وواضح للمشروع في مرحلة مبكرة، قد تنشأ مشاكل في وقت لاحق من المشروع. ويمكن تحديد النطاق بسهولة في بداية المشروع من خلال: تحديد الأحكام المرتبطة بالمشروع؛ واختيار المتخصصين ممن يتحلون بالمهارات المطلوبة لتحديد النطاق؛ وتحديد العملية المعنية بدقة؛ وتحديد أطر العملية بشكل واضح؛ وتحديد أنظمة الربط بين مختلف الواجهات ، وإجراء فحص للتأكّد من سلامة واجهات العملية، وتحديد أي جوانب للمشاريع قد لا تزال واسعة النطاق بحيث تصعب إدارتها.
ومن خلال تحديد نطاق المشروع بدقة والإلمام بحجمه، يمكن للمؤسسات الحكومية ضمان خفض تكاليف التطوير والإدارة إلى جانب توفير الوقت.
وضع دليل للفكرة
بعد أن يتم تقييم فرص السحابة، ينبغي وضع دليل للفكرة من أجل إثبات جدوى مشروع الحوسبة السحابية قيد الدراسة من الناحية المالية. ويجب أن يثبت “دليل الفكرة” نطاق المشروع، ويسلط الضوء على أي تحديات خلال مرحلة التطوير والاختبار، وإبراز التقدم المحرز في المرحلة المبكرة من خلال اختبار مبدئي يحدد ما إذا كانت الخدمة تلبي المتطلبات الضرورية وتوفر تجربة مستخدم جيدة.
ومن خلال القيام بذلك، يمكن لمنظمات القطاع العام ضمان القيام باستثمارات ذات عائد واضح منذ البداية.
التعهيد الجماعي ليس فقط للشركات الناشئة
لا يعد السعي للحصول على مدخلات من العملاء لتحسين الخدمة أو المنتج مفهوماً جديداً. وفي العالم الحديث الذي يركز بشكل أساسي على العملاء، أصبح التعهيد الجماعي العالمي أداة مهمة لإيجاد حلول لمشاكل العمل. وفي مدينة بيتربورو في المملكة المتحدة، أتاح مجلس المدينة مجموعات بيانات المدينة للجمهور، واستعان بمصادر ابتكار خارجية فعالة للمواطنين لضمان قيامهم ببناء وتطوير الخدمات بشكل جماعي للارتقاء بأسلوب الحياة في مجتمعهم. ويمكن للاستفادة من الخبرات والبيانات الجماعية التي يمتلكها الجمهور الذي يعتمد على الخدمة المساهمة في دعم المشروع في جميع مراحل التصميم والتطوير.
وفي جميع أنحاء العالم وهنا في الشرق الأوسط أيضاً، أصبحت الحكومات المحلية والإقليمية تدرك فوائد الحوسبة السحابية. فمن سهولة التنفيذ ووفورات التكلفة إلى تحسين خدمات المواطنين، نتطلع إلى رؤية العديد من الحكومات والدول تستفيد من قوة السحابة مع الأخذ بعين الاعتبار المبادئ التوجيهية البسيطة.