الذكاء الإصطناعي ابتكار حقيقي أم تحسينات ؟ هنا حقيقة الضجة الأخيرة في قطاع الهواتف الذكية
اتخذ تطوير الهواتف الذكية خلال العقد الماضي منحى مثيراً للاهتمام، منتقلاً من الخطوات الجبارة في البدايات إلى مجرد تحسينات جزئية في الفترات الأخيرة.
فقد نجحت هواوي في قطع الرحلة من الهواتف الذكية إلى الهواتف فائقة الذكاء، لتتميز بنفسها عن المنافسين من خلال تقديم ابتكار تكنولوجي يستند إلى الذكاء الاصطناعي، فيما تكتفي الشركات الأخرى المصنعة للهواتف الذكية بإضافة مزايا جزئية تعتمد على الذكاء الاصطناعي إلى هواتفها من خلال التحسينات والبرامج المتاحة للتحميل. وجاء هذا التميز بفضل تركيز هواوي على الأبحاث والابتكار، وذلك وفقاً للائحة الأوروبية لتقييم الاستثمارات في مجال الأبحاث والتطوير الصناعي لعام 2017، والتي صنفت استثمارات هواوي في هذا المجال في المرتبة السادسة عالمياً. وليس ذلك مفاجئاً بالنسبة لشركة تدير15 مركز للأبحاث والتطوير حول العالم، وتخصص 45% من إجمالي قواها البشرية في هذا المجال. ففي عام 2017 فقط، أنفقت هواوي 13.23 مليار دولار أمريكي على الأبحاث والتطوير، أي ما يعادل 14.9% من إجمالي عوائدها.
وقد جاء تقديم هواوي لنظام ذكاء اصطناعي مشمول في الجهاز بمثابة تغيير جذري لقواعد اللعبة بالنسبة لمستخدمي الهواتف الذكية، إذ إنه يتيح مستوى أعلى من الأمان والموثوقية مقارنة بالذكاء الاصطناعي المعتمد على السحابة الإلكترونية. ومن الواضح أن هذا الاتجاه يمثل مستقبل القطاع، وهو ما تؤكده تنبؤات ’جارتنر‘، والتي تشير إلى أنه بحلول عام 2022، 80% من الهواتف الذكية ستتمتع بقدرات الذكاء الاصطناعي المثبتة فيها، بعد أن كانت النسبة ذاتها تقتصر على 10% عام 2017.
وفي الواقع، فقد فشلت الهواتف الذكية التي تم إطلاقها مؤخراً في إثارة اهتمام المستخدمين، وذلك نتيجة لافتقارها إلى ابتكار نوعي حقيقي. ومع ذلك، فقد كثر الحديث عن الإطلاق المرتقب لأحدث سلاسل هواوي الريادية، وهي سلسلة Mate 20 والتي ستقدم تقنية ثورية جديدة إلى سوق الهواتف الذكية، وذلك من خلال أول رقاقة معالجة للهواتف الذكية تعمل بالذكاء الاصطناعي مصنعة بتقنية 7 نانومتر، وهي ’كيرين 980‘، والتي تضم عدداً مذهلاً من المضخمات (ترانزستور) يصل إلى 6.9 مليار. وتبلغ مساحة المعالج 1 سم2، ويمتاز بقدرةٍ هائلة تقدم أداءً أفضل بنسبة 75% وكفاءة أكبر في استخدام الطاقة بنسبة 58%، ما سيؤدي إلى تسريع أوقات تشغيل التطبيقات، وتحسين الأداء المتزامن للمهام المتعددة، وإطالة عمر البطارية، وبالتالي تعزيز سلاسة تجربة الاستخدام على الصعيد الإجمالي. وقد حددت هواوي يوم 16 أكتوبر موعداً لإطلاق سلسلة Mate 20 في لندن، والذي سيليه فعالية في دبي لطرح السلسلة في الشرق الأوسط وأفريقيا وأيضا فعالية أخرى في السعودية، حيث ستبرز ’مايت 20‘ من جديد دور هواوي الريادي في الابتكار على صعيد استخدام الذكاء الاصطناعي في الهواتف المحمولة.
وتعمل واجهة المستخدم EMUI 9.0 من هواوي بأحدث نظم التشغيل ’أندرويد‘، وتتيح تجربة مستخدم طبيعية تمتاز بالبساطة والمتعة والتناغم – وبتفرّد واضح عن بقية نظم التشغيل الأخرى في السوق اليوم. وطوال ست سنوات، ركزت هواوي على الارتقاء بمستوى تجربة المستخدم مع واجهات المستخدم EMUI بداية من النسخة 1.0 في عام 2012 وصولاً إلى الإصدار EMUI 9.0 في أحدث واجهات المستخدم التي ابتكرتها هواوي حتى الآن. ويأتي أحدث أنظمة التشغيل بسرعة أداء أكبر بنسبة 12.9% من سلفه، ما يعني أنه يتمتع بالقدرة على تشغيل التطبيقات خلال وقت أقل، كما أن واجهة EMUI 9.0 تجعل من هواوي إحدى أول شركات تصنيع الهواتف التي تُطلق نظام تشغيل خاص مستند إلى نظام تشغيل ’أندرويد باي‘ Android Pie.
وتشمل سلسلة الابتكارات الثورية من هواوي أيضاً وحدة معالجة الرسوميات GPU Turbo التي تم تطويرها هذه السنة، والتي تُعالج أهم شكاوى المستخدمين من خلال الابتكار، حيث تعزز من مستويات القوة والسرعة لتتيح الاستمتاع بأضخم الألعاب، إضافة إلى إتاحة الاستفادة من هذه القدرات لصالح تطبيقات أخرى مثل الواقع الافتراضي/الواقع المعزز الذي يمتاز بكفاءة استخدام الطاقة، والذي يُمكن استخدامه للتسوق والتعلم والترفيه. وهكذا، تجمع وحدة معالجة الرسوميات بين الابتكارات على مستوى البرمجيات والمعدات الصلبة، لتتيح تجربة ألعاب لا مثيل لها، تتجسد في تحسين مستوى معالجة الرسوميات بنسبة 60%، وتوفير الطاقة بنسبة 30%.
وتعتبر واجهة المستخدم الجديدة EMUI 9.0 الخيار الأمثل لعشاق الألعاب، حيث ستتضمن وحدة معالجة الرسوميات GPU Turbo 2.0، الجيل الثاني من تقنية هواوي لتسريع معالجة الرسوميات، التي تقلل من التأخير في الاستجابة للمس الشاشة بنسبة تصل إلى 36%. كما أنها تضم مساعداً للتطبيقات، والذي يقلل من الانقطاعات خلال جلسات الألعاب. وإضافة إلى ذلك، فإن GPU Turbo 2.0 ستدعم عدداً غير مسبوق من الألعاب، لتوفر تجربة متكاملة لعشاق الألعاب الحقيقيين.
يبقى الابتكار الحقيقي أمراً صعب المنال في ظل العدد الهائل للهواتف الذكية الريادية كل سنة، فالتقنيات الثورية الجديدة تتطلب شهوراً وأحياناً سنين من الأبحاث والتطوير. إلا أن سجل هواوي يثبت دورها الريادي ويضعها في طليعة المنافسين من حيث مستقبل الهواتف العاملة بالذكاء الاصطناعي، لتكون على أتم الجاهزية لخوض عقد جديد مقبل من الابتكارات المدهشة.