في ظل الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، سلطت أبل الضوء على ميزة Personal Voice أو ” الصوت الشخصي” بمبادرة تعكس التزامها بالابتكار في مجال الوصول والشمولية.
هذه المبادرة تمثلت بإطلاق ميزة Personal Voice مع تحديث iOS 17 و iPadOS 17 و macOS Sonomaعلى الأيفون والأيباد والماك، وهي ميزة مصممة لتوفير الصوت الفريد والشخصي للمستخدمين الذين قد يواجهون تحديات في التواصل اللفظي. هذه الميزة ليست مجرد تحسين في وظائف الهاتف الذكي، بل هي شاهد على الطريقة التي يمكن بها للتكنولوجيا أن تحدث تغييرًا إيجابيًا ومعنويًا في حياة الناس.
صوتك بالحفظ والصون
مع التقدم المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الصوت، يمكن لأبل الآن تقديم تجربة تواصل فريدة من نوعها. هذه التقنية تسمح للمستخدمين بتسجيل وحفظ نبرات صوتهم الفريدة، مما يمكنهم من الاحتفاظ بجزء من هويتهم الشخصية حتى عندما يفقدون القدرة على الكلام بشكل طبيعي. تعكس هذه الميزة أهمية الصوت كجزء لا يتجزأ من الشخصية الإنسانية وكوسيلة للتعبير عن الذات.
في هذا الإطار، أطلقت أبل الفيلم القصير “The Lost Voice“ لتروي قصة تريسترام إنجهام وهو شخص يواجه تحديات صحية قد تؤدي إلى فقدان قدرته على الكلام. باستخدام “الصوت الشخصي”، يتمكن تريسترام إنجهام من تسجيل صوته واستخدامه للتواصل مع أحبائه والمشاركة بفعالية في المجتمع. هذا النهج ليس فقط يحافظ على الصوت الفردي للمستخدم، بل يعزز أيضًا من استقلاليته ويقوي من شعوره بالكرامة والتمكين.
تكنولوجيا الصوت الشخصي: صوتك في قلب الابتكار
ميزة “الصوت الشخصي” تقوم بحفظ نبرة صوت المستخدم بعد اتباع سلسلة من الإرشادات النصية لتسجيل حوالي 15 دقيقة من الصوت. يتعلم الجهاز هذا الصوت ويصبح قادرًا على تحويل أي نص مكتوب إلى صوت يشبه صوت المستخدم ويبدو وكأن المستخدم نفسه يتحدث.
تعتبر هذه الميزة ثورية للأشخاص الذين يعانون من إعاقات تؤثر على قدرتهم على الكلام ، وكما يشير إنجهام إلى أن “المجتمعات ذات الإعاقة تولي اهتمامًا كبيرًا للأصوات البديلة التي تتحدث نيابة عنهم. تاريخيًا، كان يتحدث مقدمو الخدمات وأفراد العائلة نيابة عن الأشخاص ذوي الإعاقة. إذا كانت التكنولوجيا قادرة على الحفاظ على الصوت وصيانته، فهذا يعني الاستقلالية وتقرير المصير.”
بالنسبة لتريسترام إنجهام ، تعد ميزة Personal Voice مجرد واحدة من الأدوات العديدة التي تسمح له بمواصلة فعل ما يحبه. يقول إنجهام: “لست مستعداً للجلوس في المنزل فحسب”. “أنا أعمل، أتطوع في المجتمع، وأتوقع أن أساهم بشكل هادف. التكنولوجيا تساعدني على القيام بذلك.”
لعل الأمر الأكثر أهمية هو الحفاظ على اتصال شخصي مع الأصدقاء والعائلة، بغض النظر عن حالة صوته أثناء التحدث، حيث يقول: “لدي ثلاثة أحفاد”. “أحب أن أقرأ لهم قصص ما قبل النوم. يأتون ويبقون ليلًا في كثير من الأحيان، ويحبون القصص عن الكائنات البحرية والتسونامي وأشياء من هذا القبيل. أريد فقط أن أكون قادرًا على التأكد من أنني أستطيع الاستمرار في القيام بذلك في المستقبل.
أبل تحفظ صوتك: الابتكار الذي يصنع الفرق
في نهاية المطاف، ما تقدمه ميزة Personal Voice أو “الصوت الشخصي” يتجاوز كونها مجرد إضافة جديدة للأجهزة الذكية؛ إنها تمثل نقطة تحول في كيفية تفاعلنا مع التكنولوجيا وكيف يمكن لهذه التكنولوجيا أن تعزز من قدرتنا على التعبير عن أنفسنا. أنا شخصيًا منبهر بكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي والشبكات العصبية لتحقيق هدف نبيل كهذا، حيث يُمنح الأشخاص ذوو الإعاقة فرصة للحفاظ على جزء أساسي من هويتهم: أصواتهم.
هذه الميزة ليست مجرد تقدم تكنولوجي، بل هي اعتراف بأهمية الصوت البشري والدور الذي يلعبه في التواصل والتعبير عن الذات. تمثل هذه التقنية خطوة كبيرة نحو تحقيق عالم يتمتع فيه الجميع بالقدرة على التعبير عن أنفسهم بطريقتهم الخاصة، وهو ما يشكل جوهر الاستقلالية والكرامة الإنسانية.
صوتك، ذكرى لا تُمحى
لذلك، أرى أن “الصوت الشخصي” ليس فقط تقدمًا تكنولوجيًا مثيرًا، بل هو أيضًا تجسيد للشمولية والتواصل في عصرنا. يمثل هذا الابتكار خطوة مهمة في رحلة التكنولوجيا نحو عالم أكثر انفتاحًا وشمولًا، حيث يُسمع صوت كل فرد ويُقدر، بغض النظر عن التحديات التي قد يواجهونها.