“أمازون ويب سيرفيسز”: 4 خطوات لبناء استراتيجية فعَالة للتحول الرقمي
لا تنحصر خطوات التحول الرقمي الذي بتنا نعيشه هذه الأيام في رقمنة البيانات فقط، فإلى جانب الرقمنة يتعين تطوير المنصات القديمة نحو بيئة تكنولوجيا معلومات قابلة للتكيف مع الاحتياجات المتغيرة للمؤسسات المختلفة. وكما يتطلب التحول الرقمي ابتكاراً واسع النطاق، فهو بحاجة أيضا إلى إجراء تغييرات في السياسات والثقافة العامة للأعمال وتبني منهج جديد لتحقيق الفائدة الكاملة من الفرص التي توفرها التقنيات المتقدمة الجديدة.
وباتت الحكومات والمنظمات في جميع أنحاء العالم تتبنى التحول الرقمي بالاعتماد على الحوسبة السحابية لتقديم الخدمات بشكل أسرع وتحفيز التنمية الاقتصادية التي تُمكَن من كسر القيود المتعلقة بالميزانيات والموارد البشرية أمام الجهات التي تتبنى نهج التحول الرقمي. لكن السؤال الذي يراود قادة الأعمال عند اتخاذ هذه الخطوة هو: كيف يتم بناء استراتيجية فعَالة تهدف الى تحول رقمي ناجح؟ لذلك قامت شركة أمازون ويب سيرفيسز AWS الرائدة في مجال الحوسبة السحابية بتقديم قائمة مرجعية لبناء استراتيجيات تتيح حرية الابتكار وتطور طريقة العمل للوصول إلى التحول الرقمي الناجح التي تتركز على تحول الرؤية، واعتماد ثقافة التغيير، وتغيير نموذج التكلفة، وبدء الأعمال في السحابة، وتتبع عملية التقدم.
وبالنسبة للركن الأول “تحوّل الرؤية”، فيوظف التحول الرقمي الحقيقي منهجاً مبتكراً يجمع بين التكنولوجيا والعمليات المؤسسية لتطوير وتقديم خدمات جديدة. ويتطلب ذلك رؤية واضحة لنقطة الانطلاق نحو هذا التحول عبر تبني الحوسبة السحابية. فالمشاركة الفاعلة في تحديد استراتيجية الحوسبة السحابية تجعل من تنفيذ الأفكار الجديدة بشكل مستمر أمراً سهلاً. كما ويعتبر تبني منهجية جديدة أمراً حاسماً في عملية التحول الرقمي، إذ لا يكفي تحديث التقنيات فقط؛ فمن أجل تعزيز مشاركة المواطنين ورفع إنتاجية الموظفين وتسريع تقديم الخدمات، يُعدّ هذا التبني ضرورياً على مستويات المؤسسة كافة. ويتعلق الأمر بإعادة التفكير في المنهج وكيف يمكن للتكنولوجيا الجديدة أن تساعد في تحقيقه. ويمكن أن تساعد بيئة التطوير الذكية والتحول الثقافي والنموذج التكنولوجي الصحيح الحكومات والمنظمات في مواصلة جهود التحديث.
وننتقل الآن إلى ثقافة التغيير، حيث يمكن أن تكون فكرة التغيير صعبة بالنسبة لبعض المؤسسات. ولكي تنجح عملية التحول الرقمي وتبرز نتائجها، لا بد من إعادة تشكيل الثقافة وفقاً لذلك. ويبدأ هذا الأمر بتحويل الهيكل التنظيمي من التسلسل الهرمي التقليدي إلى فرق أصغر تكون مخولة باتخاذ القرارات، حيث يمكن ترجمة التعاون بين موظفي التطوير وتكنولوجيا المعلومات والوحدات الاستراتيجية إلى خدمات محسنة. ومن أجل مواكبة التغييرات في التكنولوجيا، من المهم إنشاء قوة عاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات تفهم أحدث الاتجاهات التقنية وتساعد المؤسسات على مواكبة التقدمات في هذا المجال. ويعمل الابتكار على أفضل وجه من خلال اتباع نهج تقديم الحوافز للفرق بدلاً من الأفراد. ومن خلال مكافأة وتقدير روح المبادرة والتجربة، يمكن إزالة الحواجز والقضاء على الخوف من الفشل.
أما بالنسبة لتغيير نموذج التكلفة، فيمكن للميزانيات الصغيرة دفع عجلة الابتكار قُدماً، وذلك لأن الفِرَق ستتخذ خطوات خلاقة لابتكار عمليات جديدة تساعد على معالجة التحديات. ويمكن للخدمات السحابية أن تؤثر بشكل إيجابي على التكلفة بسبب قدرتها على تحديث البنى التحتية من دون استثمارات رأسمالية كبيرة. كما أن تفادي عمليات الشراء الطويلة والدفع المقدم يسمح بتنفيذ المزيد من المشاريع من خلال الوصول الفوري إلى موارد الحوسبة في أي وقت وأي مكان وعبر أي جهاز. وبالإضافة إلى ذلك، توفر الحوسبة السحابية قدراً كبيراً من المرونة لاستيعاب الخدمات الموسمية ودورات التطوير والاختبار، وستدفع المؤسسات فقط مقابل موارد الحوسبة التي تستخدمها، مما يعني أنها لن تتكبد خسائر أو تكاليف لخدمات وتقنيات لم تستفد منها.
الركن الرابع هو بدء الأعمال في السحابة، حيث وعلى الرغم من أن بعض المؤسسات تفضل نقل التراخيص والمشاريع الفردية إلى السحابة، يختار البعض الآخر بدأ الأعمال في السحابة مباشرة، حيث يحقق تطوير التطبيقات وتشغيلها بهذه الطريقة الاستفادة الكاملة من نموذج الحوسبة السحابية. وباستخدام عمليات DevOps التي تعزز التعاون عبر الفرق الصغيرة، يمكن تسريع تقديم الخدمات الجديدة بمزيد من الموثوقية والامان. وتوفر أدوات DevOps عمليات مستدامة من خلال أتمتة البنية التحتية، والتكامل والتسليم المستمرين، والمراقبة، والمعالجة التلقائية.
ويبقى تتبع عملية التقدم، حيث أنه من الضروري إنشاء مقاييس لتتبع التقدم المحرز خلال رحلة التحويل الرقمي التي توفر لها الحوسبة السحابية قفزات كبيرة نحو المستقبل. ومن خلال وضع مؤشرات في مراحل مبكرة، يمكن اتخاذ إجراءات فورية إذا حدث خطأ ما أو احتاج أمر ما إلى تصحيح أو تطوير.
وسواء كانت عملية التحول تتعلق بإجراء تحول في كيفية تعاون الأفراد أم تركز على تنفيذ عمليات واسعة النطاق، فإن التحول الرقمي يوفر تقدماً كبيراً لجميع المؤسسات بصرف النظر عن حجمها أو مهمتها أو نشاطها.