تقارير ومقالات

“أبل” تؤكد صحّة فلسفة العشق عند “بشار بن برد” وتعيد تعريف العلاقة بين الإنسان وحواسه مع ميزة اختبار السمع في AirPods Pro 2

دومًا ما تأتي “Apple” ببرمجياتها الثورية، وقدراتها التقنية، لتثبت بالمعادلات الرياضية، والتجارب السريرية، والنظريات العلمية الدقيقة؛ أنها كيان ليس كغيره، يمضي بخطى واثقة في صناعة الغد، وينهض بمفاهيمه الخاصة التي غالبًا ما تسبق وعي السوق، وربما حتى وعي المستخدم نفسه.

“Apple” لا تكتفي بتصنيع الأجهزة، بل تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان وحواسه، بين التقنية والإدراك، حتى كأنها – في مسيرتها – تعيد الاعتبار لفلسفات الشعراء، وتأملات الفلاسفة، الذين لم تُنصفهم عصورهم.

حين أنصتت التقنية إلى صوت القلب

ومثل هذا ما يجعلنا نستدعي قصة الشاعر العباسي الأعمى، بشّار بن برد، حينما سُئل عن ولعه بفتاة لم يرها، فقال بيته الشهير، الذي أصبح من عيون الشعر العربي:

قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم
الأذن كالعين توفي القلب ما كانا
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة
والأذن تعشق قبل العين أحيانا.

هذا البيت، الذي خُطّ بالحكمة والعاطفة، يجد اليوم ما يُشبه تصديقه العلمي والتقني في تجربة “Apple” الجديدة، التي وضعت الأذن في مركز الاهتمام، لتُعلن عن أول منظومة متكاملة لصحة السمع في العالم، من خلال تحديث سماعات AirPods Pro 2، وبالتعاون مع الجهات الصحية للحصول على الاعتمادات والتراخيص لهذه المزايا.

الأذن… حين تصبح بوابة للعافية والعشق

ما سبق هو مدخلنا نحو الامتيازات التي تأتي بها “أبل” تباعًا وتقدمها لعشاقها وزبائنها، حين استهدف في منظومتها التطويرية الجديدة لأجهزتها في السوق السعودي مؤخرًا، العناية بحاسة السمع (الأذن) التي أوقعت شاعرنا الأعمى في حبائل العشق والهوى، وعملت عبر السوق السعودي بتحديث وتطوير ميزة (المساعد السمعي) الذي يقوم بإجراء اختبار السمع، ثم يتم تخصيص إعدادات الصوت تلقائيًا، ما يتيح للمستخدمين سماع الأصوات من حولهم بشكل واضح وفوري، سواء في المكالمات أو الموسيقى والفيدوهات والألعاب.
وتمحورت هذه الميزة بإجراء اختبار السمع، عبر تطبيق سهل الاستخدام، يعطيك تقييمًا علميًا عن مستوى السمع في كل أذن، وتصنيفًا لحالة السمع وتوصيات مخصصة.

AirPods Pro 2… من سماعة إلى رفيق حواس

أطلقت Apple ميزة ثورية بعنوان “تجربة صحة السمع المتكاملة”، تتضمن ثلاث ركائز:
– اختبار سمع سريري تفاعلي
– ميزة مساعد سمعي بمستوى طبي
– تقنية تقليل الأصوات العالية في الوقت الحقيقي
كما تساهم هذه الميزة على تقليل الأصوات العالية، وتساعد في ضبط مستوى الضوضاء مع الحفاظ على مدى الصوت الكامل في مختلف البيئات.

من الضوضاء إلى الانسجام… رحلة في أعماق الصوت

الاختبار، الذي يُجرى عبر iPhone أو iPad باستخدام AirPods Pro 2، يُمكِّن المستخدم من معرفة حالته السمعية في أقل من خمس دقائق، وهو مبني على اختبار “النغمات النقية” (Pure-Tone Audiometry) المعتمد في العيادات السمعية حول العالم. وبعد انتهاء الاختبار، يحصل المستخدم على ملف سمعي تفاعلي يوضح:

  • مستوى السمع في كل أذن
  • تصنيف الحالة
  • وتوصيات شخصية

ملفك السمعي… جواز عبور إلى عالم أوضح

هذا الملف محفوظ بأمان في تطبيق الصحة، ويمكن مشاركته بصيغة PDF مع الأطباء، ما يُسهّل عملية التشخيص، ويُسرّع التدخلات العلاجية.

أما من يعانون من ضعف سمع بسيط إلى متوسط، فقدّمت لهم Apple ما يشبه “مساعدًا سمعيًا” متكاملاً يعمل تلقائيًا داخل AirPods Pro 2، إذ تُضبط إعدادات الصوت بناءً على نتيجة الاختبار، لتمنح المستخدم تجربة سمعية شخصية — سواء في المكالمات، أو مشاهدة الفيديوهات، أو الاستماع للموسيقى، أو اللعب.

هذه الميزة لا تحتاج إلى وصفة طبية، لكنها مبنية على نفس المعايير الطبية المعتمدة، وتُعد ثورة حقيقية في دمقرطة حلول الصحة السمعية، وتمكين الأفراد من العناية بأنفسهم دون الحاجة لتجهيزات معقّدة أو مواعيد طويلة في العيادات.

وقدمت “أبل” هذا التحديث؛ استنادًا على أسس علمية، لدعم الأفراد الذين يعانون من ضعف سمع بسيط إلى متوسط، ليتم تخصيص إعدادات الصوت تلقائيًا، ما يتيح للمستخدمين سماع الأصوات من حولهم بشكل واضح وفوري، مما يساعدهم على التفاعل في المحادثات والبقاء على اتصال بمن حولهم.

ولتوعية المستخدمين بأهمية صحة سمعهم، بعد أن كشفت منظمة الصحة العالمية، أن ما يُقارب 1.5 مليار شخص حول العالم يعاني من فقدان السمع؛ قدّمت Apple اختبار سمع تفاعلي وسهل الاستخدام، مستند إلى طريقة سريرية معتمدة تُعرف بـ “اختبار النغمات النقية (Pure-Tone Audiometry)”. يمكن للمستخدمين إجراء الاختبار بأنفسهم باستخدام AirPods Pro 2 وهاتف iPhone أو جهاز iPad متوافق، وذلك خلال نحو خمس دقائق فقط من منازلهم.

تجربة إنسانية شاملة في حضرة النغمات النقية

لقد أصبح في متناول المستخدم أن يعيد تعريف تجربته السمعية، وأن يفهم أذنه لا كمجرد مستقبل صوت، بل كنافذة على الذات والعالم.
إنها ليست مجرد ميزة جديدة، بل تجربة إنسانية شاملة، تفتح أمام المستخدم أفقًا جديدًا من الوعي الحسي، والتمكين الذاتي، عبر أدوات صُمّمت كما لو أنها جزء من الجسد، وامتداد للحواس.

هنا، تحقق جواب السؤال الذي يدور في الذهن، بعلاقة “بشار وأبل” بعد أن أثبتت “أبل” فلسفة بشار للعشق، بالعلم والتقنية التي لا تقبل وجهات النظر، أو التأويل.

ABDULLAH ALGHAFIS

مؤسس ومدير موقع نيوتك ، مدون تقني ، إعلامي ، أدير مجموعة مواقع ، مصور فوتوغرافي ومهتم بالتقنية وأخبارها وخاصة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ، أسعى لخلق بيئة تقنية عربية واعية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى