بعد الإهانات الفادحة التي تلقتها مايكروسوفت خلال شهر واحد, أطلقت الشركة عقلها الإبداعي مرة أخرى للتجاوز أصعب التحديات الأمنية التي تواجه نظامها ويندوز وبالتحديد ويندوز 10.
من باب التذكير فقط, في فترة وجيزة منذ إطلاقها أصابت البرمجية الخبيثة “واناكراي” ما يتجاوز 200 ألف حاسوب بنظام ويندوز حول العالم, مشيرة بإصبع الاستخفاف إلى برمجيات مايكروسوفت للحماية أمثال Windows Defender وغيرها, لكن وقبل أن يتعافى العالم من هذا التهديد, أطلقت مايكروسوفت جهازها الأخير سرفيس لابتوب والذي صرحت بأنه غير قابل للإختراق أو الإصابة بالبرمجيات الخبيثة لكونه محدودًا فقط على تطبيقات متجر مايكروسوفت, لكن بعدها بأيام قام هاكر من موقع ZDNet باختراقه باستخدام إضافات تطبيق وورد فقط !
هذه الإهانتان كانتا السبب وراء عمل مايكروسوفت على تطوير الحل النهائي للفايروسات والذي يعمل بأسلوب جماعي, تمامًا كما هو الأمر في حماية عملات بيتكوين وغيرها من العملات الرقمية, حيث تعمل أجهزة مستخدمي النظام نفسه بشكل تلقائي على تفحص الانترنت والبرمجيات الخبيثة وإبلاغ مايكروسوفت عن التهديدات قبل انتشارها, وهنا يجدر بنا القول أن أكثر من 400 مليون مستخدم لويندوز 10 هم متصلون على الشبكة حول العالم. أسلوب الحماية الجديد من مايكروسوفت يعمل باكتشاف البرمجيات الخبيثة أولًا من أي حاسوب يعمل بنظام ويندوز 10 ومرتبط بالإنترنت, بمجرد اكتشافه, يقوم نظام مايكروسوفت بتفعيل الذكاء الاصطناعي لتطوير أداةٍ تحد من خطر هذه البرمجية على الجهاز وحده فقط, ثم ترسل بمعلوماته إلى فريق التطوير في مايكروسوفت ليقوموا خلال ساعات بإصدار علاجٍ له في تحديث سريع لكل مستخدمي تطبيق الحماية من مايكروسوفت, أما الضحية الأولى فتتلقى تحديثًا آخر لاسترجاع بياناتها التالفة وإصلاح وتنظيف النظام من هذه البرمجية مع ذلك التحديث أيضًا.
هذا النمط البرمجي قائمٌ بمعظمه على الذكاء الاصطناعي, الأمر الذي يجعل منه يعمل بلا كلل, وقويًا بما فيه الكفاية ليطور حلول هذه البرمجيات لحظيًا, وبهذا قد تكون مايكروسوفت أول من رسم خطة النهاية لمستقبل البرمجيات الخبيثة والفايروسات بواسطة برنامج Windows Defender Advanced Threat Protection (ATP), والذي سيتوفر تدريجيًا لمستخدمي نظام ويندوز 10 بدايةً من الشركات والمؤسسات ووصولًا أخيرًا إلى المستخدمين.
مايكروسوفت لم تفوت الفرصة لاحتكار هذا الأمر, فقد جعلت من هذه الميزة حكرًا فقط على متصفح مايكروسوفت إيدج المتوفر بشكل افتراضي في حواسيب ويندوز 10, لتشير بشكل غير مباشر إلى كون أبل وقوقل أقل حمايةً وأمانًا في المستقبل.
هل ترى أن مايكرسوفت بذلك قد تجعل من الفايروسات أمرًا مستحيلًا؟ شاركنا رأيك