”حواسيب أبل, مجرد تحف معدنية مصنوعة من الألمونيوم ذات مظهر جميل وسعر مبالغ فيه “
على هذا الوتر بدأت مايكروسوفت تحركاتها الأخيرة بالعزف عليه في سوق الحواسب المكتبية والمحمولة على حدٍ سواء, موجهة بذلك إهاناتها نحو سلالة آي ماك وماك بوك وكذلك ماك ميني.
بالنظر إلى سوق الحاسب المكتبي والمحمول من زاوية أخرى, يظهر وبوضوح تدهور المنافسة في هذا المجال منذ ظهور أوائل الهواتف الذكية, والتي عملت بدورها على تقديم تصاميم جميلة ومواصفات تستمتع بها أين ما كنت, والأهم من ذلك كله, مواصفات لم تستطع أن تواكبها الحواسيب المحمولة فضلًا عن المكتبية.
انعكس تراجع سوق الحواسيب الشخصية على هامش الأرباح لكل شركة تصنعها وتبيعها, الأمر الذي جعلها أرخص سعرًا, وأقل جودةً وتنافسية, ما قاد الشركات إلى الإعراض عن هذا السوق واحدة تلو الأخرى, حتى بقي السوق متفردًا بقدمائه أمثال إتش بي وديل وتوشيبا.
في ظل كل العوامل التي تسببت في انخفاض التنافسية, عملت أبل من جهة أخرى على تقديم حلول قد تظهر وكأنها ثورة العقد الزمني الحديث وتفاحة نيوتن للقرن الواحد والعشرين, فكان من أوائلها ماك بوك أير الأنحف على الإطلاق, ثم تلاه تحديث سلسلة ماك بوك برو لتسبق الجميع في شاشات ريتنا وأقراص SSD الصلبة فائقة السرعة, لكن سرعان ما وجدت الشركة أن ربحية سوق الآيفون والآيباد مغرية جدًا ولا تقارن بهذا المنزل العتيق, مركزةً بذلك جل مجهودها تسويقًا وإنتاجًا وتصنيعًا على بقرتها الحلوب ”آيفون“.
في ظل انشغال أبل عن الساحة, عادت مايكروسوفت إلى الأسواق بقيادة السيد ناديلا – مديرها التنفيذي الحالي بعد ستيف بالمر – بعد حقبة زمنية من اللا نتيجة والهبوط المتواصل لترتقي عرش أسواق الحاسب المحمول باسم سرفيس برو, الأجهزة التي وجهت ضربتها مباشرة في خاصرة أبل التي اعتمدت بدورها على آيباد ليكون الوسيط الوحيد بين الهاتف والحاسب.
لم تكتفِ مايكروسوفت بهذا فحسب, بل وجهت مؤخرًا ضربتها الأخرى إلى آي ماك – السيد شاشة – بتقديمها جهاز سرفيس ستوديو بمزايا لم يتوقعها أحد تصدرت قائمة مفاجآت العام. أظرف مافي هذه المنافسة هو أن مايكروسوفت عمدت على جعل أجهزتها تبدو أنسب سعرًا وأعلى مواصفاتًا مقارنة بمنافسيها من أبل, قاطعة بذلك كل السبل التي تعود بها إلى بر الأمان حتى إشعار آخر.
قد يأتي التعليق كرد على مثل هذا الوصف بأن أبل لا تزال سيدة الموقف التقني وعراب التقنيات الحديثة ككل, فقد سبقت الجميع بتقديم أهم المزايا التي تصنع الفارق الملموس في تجربة المستخدم, ولا يخفى على جميع محبي التقنية ومتابعيها كون أبل تتقدم الجميع بخطوتين في كل ميزة تقدمها, أقرب مثال على ذلك تقنية NFC ومستشعر البصمة في آيفون, فأبل لم تكن الأولى في دعم هذه التقنيات بل جاءت متأخرة, لكن قدومها المتأخر هو ما جعلنا اليوم ننعم بتقنية الدفع الذكي أبل باي في هواتف آيفون وحتى أندرويد وسامسونق باي في دول العالم المتقدمة. نعم, أشاركك الرأي سيدي / سيدتي الأفاضل في هذا الأمر, لكن بالنظر إلى استثمارات أبل الضخمة في توفير بيئة متوافقة بين نظام ماك وآيفون وآيباد “MacOS – iOS” كما في حملتها الإعلانية الأخيرة, فمن الجلي أن إهمال أبل لحصتها في سوق الحاسوب الشخصي سيؤثر سلبًا على هذه الإستثمارات, مقدمًا الفرصة ليتقاسمها جمهور ويندوز وأندرويد, لتعود أبل مرة أخرى بين طيّات الماضي.
من الممكن أن أكون مبالغًا في وجهة نظري السلبية هذه حول أبل, ومن الوارد جدًا أن تخيب ظنوني مرة أخرى ككل سنة في مؤتمر أبل السنوي حين تعلن عن نمو أرباحها مقارنة بالأعوام السابقة, لكن في ظل هذه المنافسة الحادة مع مايكروسوفت, أكاد أجزم أن ذلك قريب جدًا !
إن كنت توافقني في هذا الرأي أو تخالفني, شاركني وجهة نظرك, قد أكون مبالغًا في ما أقول وقد تخفى علي جوانب كثيرة من الأمر.