توقعت شركة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر أن تشهد الأسواق إطلاق عدة طرازات من السيارات ذاتية القيادة بحلول العام 2020. ومع ذلك، لن يبدأ التأثير الكامل لتكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة على المجتمع والاقتصاد بالظهور حتى حلول العام 2025. ويعد قبول المستهلك والمجتمع الدافع الرئيسي وراء اعتماد السيارات ذاتية القيادة.
اعتماد المستهلك لخدمات القيادة الذاتية وخدمات طلب السيارة
وجدت جارتنر عبر دراسة للتوجهات الاستهلاكية الخاصة بالسيارات ذاتية القيادة عبر الانترنت، أجريت خلال الفترة بين أبريل ومايو 2017، وشملت آراء 1519 شخصاً في الولايات المتحدة وألمانيا، أن 55 بالمائة من الأشخاص لم يفكروا في قيادة سيارة ذاتية القيادة بالكامل، في حين أشار 71 بالمائة إلى أنهم قد يفكروا بقيادة سيارة ذاتية بشكل جزئي.
وتعتبر المخاوف المتعلقة بفشل التكنولوجيا والأمان من الأسباب الرئيسية التي تجعل العديد من المستهلكين حذرين بشأن استخدام السيارات ذاتية القيادة بشكل كامل.
وفي هذا الصدد، مايك رامسي، مدير الأبحاث لدى جارتنر:” إن فشل واختلاط الأمور على السيارة ذاتية القيادة في الحالات غير المتوقعة، بالإضافة إلى مسائل الأمن والسلامة كفشل التجهيزات وأمن الأنظمة، تشكل أبرز المخاوف المتعلقة بقيادة سيارات ذاتية القيادة كلياً”.
واتفق المشاركون في الدراسة على المزايا الكثير التي تمتاز بها السيارات ذاتية القيادة كالاقتصاد في استهلاك الوقود وانخفاض عدد الحوادث وشدتها. وتشمل الفوائد الإضافية أيضاً توفر خيار النقل الآمن عند تعرض السائق للتعب والاجهاد، كما يمكنه استغلال وقته في الاستمتاع، وانجاز الأعمال بدلاً من الانشغال بالقيادة.
ووجدت الدراسة أن الاشخاص الذين يلجؤون حالياً لخدمة طلب السيارات هم أكثر احتمالاً لشراء وقيادة السيارات ذاتية القيادة جزئياً وكلياً. “وهذا يدل على أن مستخدمي وسائل النقل الأكثر تطوراً هم وأكثر انفتاحاً وتقبلاً لمفهوم السيارات ذاتية القيادة”، وفقاً لما أشار إليه السيد رامسي.
وارتفعت نسبة الأشخاص الذين استخدموا خدمات النقل مثل «أوبر» أو «كار تو جو»، خلال الأشهر الـ 12 الماضية إلى 23 بالمائة، حيث بلغت النسبة 19 بالمائة في دراسة مماثلة أجريت قبل عامين. إلا أن خفض عدد السيارات المملوكة شخصياً سيشكل تحدياً خارج المناطق المكتظة. وبالنسبة لأصحاب السيارات المشمولين بالدراسة والذين يتمتعون بوصول سهل إلى موقف السيارات، قال ما يقرب من النصف منهم أنهم لن يفكروا في التخلي عن سياراتهم الخاصة، حتى لو مكنهم ذلك من توفير 75 بالمائة من تكلفة امتلاك سياراتهم الخاصة. في حين تشكل إمكانيه المغادرة في أي لحظه أهم الأسباب لعدم استبدال السيارات الشخصية بخدمات السيارات عند الطلب. وتبقى الثقة والسلامة الشخصية هي جل المخاوف المتعلقة بالسيارات ذاتيه القيادة.
تطوير صناعة السيارات الذاتية وتأثيرها على سلامة القيادة وجودة الحياة
وتابع السيد رامسي: “باتت صناعة السيارات تستثمر حالياً بتكنولوجيا جديدة للسلامة والراحة وبمعدل لم يسبق له مثيل منذ بداية عهد صناعة السيارات، وستحظى تجربة امتلاك وتشغيل سيارة باختلاف كبير خلال العشر سنوات القادمة“.
وتقوم حالياً العشرات من الشركات بتطوير أجهزة استشعار، وعدد من التقنيات لتمكين السيارات ذاتية القيادة من اكتشاف وفهم محيطها بشكل أفضل. واعتباراً من منتصف عام 2017، هناك أكثر من 46 شركة تقوم ببناء برامج الذكاء الاصطناعي للسيطرة على السيارات ذاتية القيادة وجعلها صالحة للسير الآمن في شوارع العالم.