أكد المهندس سمير عمر، الخبير التقني، الرئيس التنفيذي لمؤتمر أمن المعلومات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA ISC 2022)، أن المملكة العربية السعودية قطعت أشواطا مهمة في مجال الأمن السيبراني، حيث أن التحدي الأهم الذي يواجه القطاع التقني السعودي هو حماية بنيتها التحتية الحساسة لشبكات تقنية المعلومات والاتصالات من القرصنة التي يمكن أن تلحق أضرارا كبيرة باقتصاد المملكة.
وأوضح عمر في حواره مع موقع “نيوتك” أن السعودية أدركت مبكرا أهمية حماية البنية التحتية الحساسة من الهجمات الالكترونية، حيث أطلقت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وضخت استثمارات ضخمة في قطاعي تقنية المعلومات والاتصالات بما يتماشى مع رؤية 2030، مشيرا إلى أنه وفقا لتقرير عام 2020 الصادر عن مجلس الأعمال السعودي الأمريكي، فإن حجم سوق الأمن السيبراني السعودي في عام 2022 يقدر بنحو 4 مليارات دولار، ومن المتوقع أن تبلغ قيمته 5.6 مليار دولار بحلول عام 2023.
واعتبر عمر، أن التحدي الأهم الذي يواجه القطاع التقني في المملكة هو حماية البنية التحتية الحساسة لشبكات تقنية المعلومات والاتصالات، وقال: “نعلم أن جميع البنية التحتية للشبكة متصلة بالإنترنت، وأي ضرر أو قرصنة يمكن أن تسبب تأثيرًا خطيرًا على اقتصاد وسلامة وأمن البلد”.
وحول تركيز مؤتمر أمن المعلومات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، في نسخته العاشرة، المقرر عقده في الرياض يومي 6 و7 سبتمبر المقبل، على حماية البُنى التحتية الحرجة من الهجمات السيبرانية، قال عمر: “أن الأمن السيبراني أولوية وطنية في الوقت الحالي، فالبنية التحتية الحساسة لتقنية المعلومات والاتصالات في السعودية هي المحرك الذي يدعم التحول الرقمي والاقتصاد الرقمي، مما يجعل حمايتها أولوية قصوى”.
وأضاف: “المؤتمر يعد أحد أهم المؤتمرات الريادية في الأمن السيراني بالمنطقة، ويهدف إلى دعم المملكة في تأمين جميع أصولها الرقمية، والعمل نحو رؤية 2030، في تعزيز البنية التحتية الرقمية، حيث أن البنية التحتية الحساسة أمر بالغ الأهمية لأي دولة تسعى إلى تبوأ الريادة العالمية في مجال الأمن السيبراني”.
وأشار إلى أن المؤتمر سيناقش محاور عدة تركز على تحقيق أمن البنية التحتية الحساسة، لتقليل المخاطر التي تتعرض لها جراء الهجمات الإلكترونية، بالإضافة إلى تطوير الكادر البشري في مجال الأمن السيبراني.
وبشأن كيفية إسهام المؤتمر في حماية البنى التحتية لشبكات تقنية المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خصوصا مع تسارع الهجمات الإلكترونية في العالم، قال عمر: “سيجلب مؤتمر أمن المعلومات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا أفضل الخبراء والقيادات في المجال والذين سيجمعون بين التميز والاحترافية والتطّور التقني، وسيسهون بخبراتهم في إثراء مواضيع حماية البنى التحتية لشبكات تقنية المعلومات والاتصالات”.
ولفت إلى أن مؤتمر أمن المعلومات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، طرح وناقش خلال النسخ السابقة أهم التحديات التي تواجه الأمن السيبراني، وأتاح فرصا لتبادل الخبرات بين خبراء المجال.
وشدد عمر على أهمية تقنيات الذكاء الصناعي في حماية البنى التحتية لدول المنطقة من الهجمات السيبرانية، مبينا أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تقدم العديد من المزايا والتطبيقات في مجموعة متنوعة من المجالات، ومن بينها الأمن السيبراني، لافتا إلى أنه مع تزايد الهجمات الإلكترونية سريعة التطور، يمكن أن تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في مواكبة المجرمين الإلكترونيين، واكتشاف التهديدات، والاستجابة لها بشكل أكثر فعالية من التقنيات التقليدية المدفوعة بالبرمجيات أو اليدوية.