تشير التوقعات إلى أن نمو سوق التطبيقات التجارية للطائرات بدون طيار من 2 مليار دولار في العام 2016، إلى أكثر من 127 مليار دولار بحلول العام 2020، وذلك وفقا لشركة إنفور المتخصصة في تطوير التطبيقات الخاصة بالمؤسسات والأعمال. ولقد استقطبت الفوائد الكبيرة والمحتملة للمركبات الجوية ذاتية القيادة، المعروفة باسم الدرونز أو الطائرات بدون طيار، الكثير من الاهتمام نظراً لنطاق استخداماتها الواسع والمتنامي. فهي تتميز بالوصول السريع، وانخفاض الكلفة، والقدرة على توثيق حالات الأصول بطريقة مؤتمتة. وبالتزامن مع نمو وتطور الدعم التقني المقدم للطائرات بدون طيار، أدركت المرافق المهنية المتخصصة، والبنى التحتية، ومدراء الأصول، الفوائد الجمة لاستخدام الطائرة بدون طيار في مجال أعمال الصيانة والأمن الأساسية.
واليوم، امتد نطاق استخدام الطائرات بدون طيار ليشمل المباني والمنشآت الحكومية والتجارية، حيث بإمكانها توفير عمليات تفتيش بصرية لمساحات يصعب الوصول إليها. وبفضل استخدام الكاميرات التحكم عن بعد، أصبح بإمكان الطائرات بدون طيار بث صور للمباني، أو الآلات المركبة على الأسطح، أو لمنصات التنقيب عن النفط في الأطراف المترامية للبحار، أو لقمم الجسور العالية، أو للمنحدرات العمودية شديدة الانحدار. وبفضل استخدام هذه التقنية المتقدمة، أصبح بإمكان الخبراء الفنيين الميدانيين الذي يعملون على مراقبة أداء المعدات الحصول على مشاهد وتفاصيل قيمة تتعلق بالأصول الهامة، دون المخاطرة بحياة الموظفين.
كما تعتبر أعمال المراقبة والصيانة الوقائية من المهام الغ الأهمية، والتي تستطيع إطالة العمر الافتراضي للمرافق والبنى التحتية. وينطبق ذلك بصفة خاصة على المعدات الهامة والحرجة التي لا مجال لتعطلها، مثل المولدات، وأنظمة الأمن، وخزانات الوقود، ومخازن الأسلحة، وعنفات توليد الطاقة من الرياح، والأبراج الكهربائية، ومعدات الحفر والتنقيب عن النفط. وعادة ما تكفي القدرة على التقاط صور عالية الدقة للأماكن التي يصعب الوصول إليها لمساعدتنا على إجراء تقييمات تستند إلى الشروط الراهنة. وفي أوقات أخرى، نجدها تساعد طاقم العمل الميداني على تحديد نقطة التركيز على الموضوع والموارد. وبالإضافة إلى الصور الفوتوغرافية، بإمكان الطائرات بدون طيار توفير صور بالأشعة تحت الحمراء والأشعة السينية للكشف عن المشاكل المتعلقة بهيكلية المباني، أو التسريبات الخطيرة على بيئة التي قد تهدد حياة الأشخاص.
وبهذه المناسبة، قال طارق تامان، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والهند لدى إنفور: “أدى استخدام الطائرات بدون طيار من قبل إدارة المرافق، وإدارة الأسطول، وإدارة الأصول، إلى توسيع قدرات طواقم العمل الميداني. فلم يعد الخبراء الفنيون بحاجة لاستخدام السلالم الخطرة، أو السقالات المكلفة، لفحص ظروف عمل المنشآت والبنى التحتية. وبمرور الوقت، سيصبح بالإمكان استبدال عمليات التفتيش الميدانية بالقدرة على التقاط صور فريدة لعمليات التقييم في الزمن الحقيقي، كما أن استخدام أنظمة إدارة الطاقة في المباني سيتنامى للمساعدة في عزل مناطق التفتيش عند حدوث تسريبات في الطاقة، أو غيرها من المشاكل”.
لكن، ورغم جميع ما سبق، فإن استخدام الطائرات بدون طيار وحدها لن يحل سوى جزء من التحديات التي تواجهه مدراء الأصول اليوم، حيث يجب أن تقترن البيانات والصور التي توفرها الطائرات بدون طيار مع حل متطور ورائد لإدارة الأصول، التي تتضمن السجلات التاريخية، ومعايير الصيانة، ومعلومات الاستشعار الأخرى، بهدف تقييم مستويات الحالة، وتحديد احتياجات الصيانة. ومن الأمثلة على هذا الاستخدام، تحديد واكتشاف وتحليل معدل التآكل والتأكسد للشقوق والتصدعات، واكتشاف الانسكاب والتسرب، وتقييم عمليات التخريب، ومسح الأراضي.
من جهةٍ أخرى، يجب تقييم البيانات التي يتم جمعها خصيصاً لصالح كل مجال من هذه المجالات في الزمن الحقيقي، من خلال حلول إدارة الأصول؛ فجمع المعلومات الفورية في الزمن الحقيقي يتيح لمدراء الأصول إمكانية مقارنة حالة الأصول اليوم، مع صور وقراءات أجهزة الاستشعار السابقة، ومن ثم مقارنتها بمعايير التصنيع أو الصناعة من أجل تحديد مسار العمل القادم في إطار دورة حياة إدارة الأصول. وعليه، يتم جدولة أعمال الصيانة والإصلاح بشكل مباشر من قبل نظام إدارة الأصول، ما يؤدي إلى خفض زمن تعطل العمليات إلى الحد الأدنى.
أما في زمننا الراهن، يتم استخدام الطائرات بدون طيار من قبل مجموعة متنوعة من الصناعات بهدف إطالة العمر الافتراضي لأصولهم، بما فيها إدارة المباني والمنشآت، وصيانة الجسور، وأساطيل الطائرات، وأحواض بناء وصيانة السفن، والطرق، والسكك الحديدية، وخطوط المرافق العامة والأبراج، والقواعد العسكرية. وتكتسب مثل هذه الصناعات، وغيرها من التي تقوم حالياً بتقييم أداء ومشاريع تنفيذ الطائرات بدون طيار، حافزاً قوياً بسبب عوائد الاستثمار الذي تجنيها هذه التقنية الجديدة. حيث توفر استراتيجية إدارة الأصول الشاملة، التي تتضمن استخدام الطائرات بدون طيار في عمليات التفتيش، استراتيجية بديلة وذات مغزى مقارنةً بإدارة الأصول التقليدية. ومثل هذه الحلول تملك القدرة على تحويل العمليات وأعمال الصيانة من رد الفعل إلى الفعل الاستباقية.
لذا، ينبغي على مدراء الأصول مواصلة مسيرة الابتكار وتحسين المنهجيات التي يديرون من خلالها البنى التحتية وإدارة الأصول، وذلك من المنظور التشغيلي ومنظور تقنية المعلومات على حد سواء. وهذا الأمر يشمل استخدام الطائرات بدون طيار، وأجهزة الاستشعار، وحلول إدارة الأصول الشاملة، التي تعمل معاً من أجل تمديد العمر الإنتاجي للأصول الهامة. وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن القيمة الإجمالية للأصول غير المالية في الولايات المتحدة تبلغ 12.5 تريليون دولار، حيث تتنامى أعمال الصيانة الضرورية لها، والتي من المتوقع أن تبلغ 3.6 تريليون دولار وفقاً للجمعية الأمريكية المهندسين المدنيين.
بالنتيجة، إن الممارسات الحكيمة لإدارة الأصول، التي ترافقها التقنيات المبتكرة مثل استخدام الطائرات بدون طيار من أجل إجراء عمليات التفتيش الاستباقية للأصول الهامة والحرجة، تضمن تحسين أداء هذه الأصول القيمة في ظل عصر الميزانيات المقيدة، والموارد الشحيحة.