أصبحت قدرات المراقبة والتعقّب في تطبيقات الأجهزة المحمولة مصدر قلق للمستخدمين، إذ يشعر العديد منهم بالقلق من قدرة تلك التطبيقات على تعقبهم أو متابعة ما يفعلونه أو مشاركة جهات خارجية بياناتهم. لكن خبراء في مجال الأمن الإلكتروني لدى شركة كاسبرسكي لاب أكدوا أنه يمكن بسهولة تجنّب هذه الأخطار من خلال اتخاذ بعض التدابير الأمنية البسيطة.
وثمّة مخاوف متزايدة في أوساط مستخدمي الأجهزة المحمولة تتعلّق بمدى مراقبة نشاطهم أو تتبع تحرّكاتهم وحضورهم على الإنترنت. ووجدت كاسبرسكي لاب، في استطلاع أجرته حول هذا الموضوع، أن 58% من الأشخاص في دولة الإمارات، على سبيل المثال، غير مرتاحين لمشاركة مواقع الويب والتطبيقات المعلومات المتعلقة بأماكن وجودهم، وهي نسبة ارتفعت بشكل ملحوظ من 42% في العام 2016.
وعلاوة على ذلك، يشعر أكثر من نصف الأفراد الذين شملهم الاستطلاع (56%) بالقلق الشديد من إمكانية رؤية أحدهم لما يفعلونه أو يشاهدونه على أجهزتهم، فيما يخشى المستخدمون بالنسبة نفسها تقريباً (55%) أن يتمكن أحدهم من تعقبهم باستخدام معلومات تحديد الموقع الجغرافي الواردة من أجهزتهم المحمولة.
ووجد خبراء كاسبرسكي لاب أن الإمكانيات التي تتمتع بها هذه التطبيقات لا تقتصر على الوصول إلى كمية هائلة من البيانات (مثل التفاصيل المهمة المتعلقة بأماكن وجود المستخدمين والمعلومات عن جهات الاتصال والأنشطة التي يمارسونها، وما إلى ذلك)، وإنما تمتدّ لتشمل قدرتها على العمل في خلفية الجهاز دون علم المستخدم، ما يجعل لتلك المخاوف ما يبررها. ووفقاً للدراسة البحثية، فإن 83% من تطبيقات “أندرويد” تتمتع بإمكانية الوصول إلى البيانات الحساسة للمستخدم، كما أن 96% من تطبيقات “أندرويد” يمكنها تشغيل نفسها من دون موافقة المستخدم. ومع ذلك، يبقى المجال متاحاً لتجنّب المخاوف بشأن قدرات الوصول هذه، شريطة اتخاذ بعض التدابير الأمنية البسيطة والفعالة.
ولكن المستخدمين يتفادون اتباع بعض الإجراءات التي تضمن سلامة البيانات والخصوصية وتكفل لهم راحة البال والبعد عن القلق. فعلى سبيل المثال، يعترف 40% من الأفراد المستطلعة آراؤهم في الدراسة بأنهم لا يتحققون من أذونات الوصول الممنوحة للتطبيقات التي تأتي مثبتة على أجهزة “أندرويد” وiOS، ولا يفحص 15% أذونات الوصول في التطبيقات عند تنزيلها وتثبيتها على أجهزتهم المحمولة. ويشعر مستخدمو الهواتف المحمولة، جرّاء هذا الأمر، بقلق متزايد، ولكنهم يظلون كذلك عُرضة لتسرّب بياناتهم عبر تلك التطبيقات.
وقال دميتري أليشين، نائب الرئيس لتسويق المنتجات لدى كاسبرسكي لاب، إنه لا غنىً عن التطبيقات، التي أضحت جزءاً مهماً من الحياة اليومية، في عمل أشياء كثيرة كمعالجة الصور، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وممارسة الألعاب، وحجز طاولة في مطعم، وغيرها من الأمور، موضحاً أن الدراسة تُظهر أن المستخدمين لا يُبدون، بالضرورة، ثقتهم بالتطبيقات التي يستخدمونها، على الرغم من حبّهم لها، كما أن كثيراً منهم لا يتخذون التدابير اللازمة لحماية أنفسهم من أية مشكلات محتملة، على الرغم من أنهم أصبحوا أكثر وعياً بشأن قدرة تلك التطبيقات على تتبع نشاطهم وحضورهم على الإنترنت، وأضاف: “يمكن لكاسبرسكي لاب أن تمنح المستخدمين راحة البال، فمنتجاتنا مصمّمة لمساعدة الأشخاص على متابعة حياتهم الرقمية بأمان، والاستمتاع بما تقدّمه الإنترنت دون قلق أو مخاوف”.
وتقدّم كاسبرسكي لاب الحماية للمستخدمين من مخاطر الأنشطة غير المرغوب بها في تطبيقات الأجهزة المحمولة. فمثلاً، يحمي الحلّ Kaspersky Internet Security for Android الأجهزة المحمولة من ضرر بعض التطبيقات التي يمكنها الوصول إلى البيانات الشخصية لأغراض خبيثة. كذلك يُجري الحلّ Kaspersky Battery Life تحليلاً لجميع التطبيقات يحدّد من خلاله ما يعمل منها في خلفية الجهاز ويستهلك طاقته، من أجل السماح للمستخدم بإيقاف عملها.