ساهمت ثورة الاتصالات التي شهدها العالم على مدى العقدين السابقين تغيرات كبيرة وفعالة بطرق تعاطي الناس مع القضايا المختلفة وإيصال رسائلهم وأهدافهم. والمملكة العربية السعودية ليست بعيدة عن هذا الواقع الجديد خاصة وأن مجتمعها الشاب لطالما دأب على التميز والإبداع في تقديم محتواهم على المنصات الرقمية كتويتر وحرص كل الحرص على إظهار هذه المواهب للآخرين في مجتمعهم أو مجتمعات المنطقة المجاورة لحث مختلف الأفراد والجهات على التعاون معهم في نشر رسائلهم وتحقيق أهدافهم.
فعلى سبيل المثال، شاهدنا مؤخراً الشابة “مشاعل” (@MashaelAlZaid) التي صممت مقطع فيديو وغردت به، تشرح فيه طموحاتها ومهاراتها وأبدت فيه رغبتها بالعمل كمتدربة في شركة علم، حيث لقي أسلوبها إهتماماً كبيراً إنهالت عليها من خلاله عروض التوظيف من كل مكان وصوب.
أما في سياق آخر قام عبدالعزيز (@Mr_Abdul3ziz)، صاحب أكثر من 36 ألف متابع على تويتر، أن يستخدم قاعدة متابيعه في سبيل قضية خيرة، حيث وجه تغريدة إلى حساب سلسلة مطاعم سندويشات شهيرة يسألهم عن عدد الريتويت الذي قد يرضيهم للحصول على 100 ساندويش مجاني لتوزيعها على عمال النظافة – وحصدت التغريدة آلاف الردود و الإعجابات و إعادات التغريد وكان رد المطعم التالي:
وكانت المفاجأة أن تغريدة المطعم لاقت آلاف الردود والتفاعلات على تويتر مما دفع شركات ومطاعم أخرى على التبرع بمئات منتجاتها ووجباتها لعمال النظافة، فمثلاً تبرعت إحدى شركة الاتصالات بمائة بطاقة شحن، كما تبرعت مطاعم عالمية أخرى بمئة وجبة، وتكفلت شركة مياه بتقديم عبوات المياه على قدر ما يحتاج إليه عبدالعزيز في مهمته الخيرية التي بدأت تكبر و تكبر، غير أن المنتجات العينية لم تكن وحدها المقدمة من قبل المتبرعين، بل تبرعت بعض الشركات بتقديم خدماتها الإعلامية كإنتاج مقطع فيديو يوثق المبادرة وتوفير الرعاية الإعلامية لهذه الحملة.
وبعد أن انهالت العروض من مختلف الشركات والعلامات التجارية بمئات المنتجات، أصبح من الصعب على عبدالعزيز (@Mr_Abdul3ziz) التنسيق و توزيع كل هذه الكميات من المنتجات، فتدخلت الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية للتنسيق وتوزيع الكميات الهائلة من الأطعمة والألبسة والمشروبات لمئات عمال النظافة. ولم تكن الشركات والمنظمات بمفردها البطلة في هذه الحملة، إذ انهالت الردود الفردية أيضاً إما بتبرعات عينية أو بالتطوع للمساعدة في التوزيع، أو حتى بتقديم الدعم من إعلاميين في تغطية المبادرة و نشر رسائلها.
بلا شك، تعد تغريدة عبدالعزيز (@Mr_Abdul3ziz) دليل حي وقاطع على أثر تقدم الاتصالات والمنصات الرقمية، وبالتحديد تويتر، على المجتمعات، إذ تساعد منصة تويتر المغردين على إسماع أصواتهم للقيام بمثل هذه المبادرات، حيث أثرت عدة عوامل على نشر وتوسع مبادرة بسيطة إلى حملة خيرية كبيرة، كان أبرزها سرعة نقل المعلومات، وسرعة تفاعل المتابعين أفراداً و شركات مع كل ما ينتشر على تويتر.