تعيد ’كونتيننتال‘ (Continental)، الشركة العالمية للإطارات وتقنيات السيارات، ابتكار النظام الصوتي المخصّص للسيارات، مستلهمة الأفكار من الأسس العملية للآلات الموسيقية الوترية. وتعمل ’كونتيننتال‘، المتواجدة في الشرق الأوسط منذ العام 2009، عبر قسم التقنية التابع لها على استبدال مكبّرات الصوت التقليدية بمفعِّلات تولّد الصوت عبر إحداث ذبذبات عبر بعض الأسطح في المركبة لتوفير تجربة صوتية طبيعية ثلاثية الأبعاد.
ومقارنة مع تقنية مكبّرات الصوت التقليدية، يوفر نظام الصوت بدون مكبّرات العديد من المزايا. فهو يتمتّع بوزن أقل مع حجم أقل للصندوق واستهلاك أقل للطاقة، وبالتالي يقدّم نظام الصوت Ac2ated الجديد من كونتيننتال الجديد جودة صوت ممتازة مما دفع الخبراء إلى منحه أعلى النقاط نظراً للأداء المتميّز الذي يتمتّع به.
هذا الابتكار الجديد من ’كونتيننتال‘ هو الأحدث ضمن لائحة طويلة من التقنيات التي يجري تطويرها لتحسين تجربة سائقي وركّاب السيارات حول العالم. وإلى جانب إنتاج إطارات عالية الجودة، تقدّم العلامة التجارية باقة بارزة من المنتجات التقنية شاملة أنظمة الحماية من الخروج عن المسار (Lane Departure Protection)، وأنظمة التحذير من انخفاض ضغط هواء الإطارات (Tyre Pressure Warning)، ووحدات التحكّم الإلكتروني (Electronic Control Units) وشاشات العرض الرأسية (Head-Up Displays)، ويجري تركيب هذه التقنيّات في مجموعة متنوّعة من المركبات التي تسير على طرقات الشرق الأوسط.
يشكّل الفهم العميق لخصائص الضجيج والاهتزاز والخشونة (NVH) التحدّي الأبرز عامة في هذا المجال، وهو أمر ضروري جداً للحصول على جودة صوت ممتازة. فعادة يتمتّع الأخصّائيون بالخبرة إما في مجال السيارات أو الصوت، بينما تتميّز ’كونتيننتال‘ بخبراتها الكبيرة في هذين القطاعين ضمن الشركة نفسها إضافة إلى المعرفة الواسعة في المجال التصنيعي.
قد تتطلّب أنظمة الصوت التقليدية الراقية المخصّصة للسيارات ما لا يقل عن 10 إلى 20 مكبّراً للصوت أو حتى أكثر بهدف توفير صوت جيد ثلاثي الأبعاد، مما يعطي النظام وزناً عالياً يصل إلى 15 كيلوغراماً وحجماً كلياً للصندوق يتراوح بين 10 و30 ليتراً. أما نظام ’كونتيننتال‘ الصوتي بدون مكبّرات فقد يزن مجرّد 1 كيلوغرام ويتطلّب نحو 1 ليتر من حجم الصندوق الإجمالي. ونتيجة لهذا، يمكن دمج هذه التقنية في أي طراز كان، بدءً من سيارات السيدان الفاخرة وصولاً إلى المركبات الكهربائية الصغيرة. لكن الميّزة الأساسية تكمن دوماً في جودة الصوت.
توفر تقنية الصوت بدون مكبّرات فرص استخدام إضافية علاوة على تلك المرتبطة بأنظمة الصوت داخل السيارات، إذ يمكنها أيضاً أن تشكّل مصدراً صوتياً ملائماً لمفاهيم التفاعل بين الإنسان والآلة مثل إعطاء تعليمات الملاحة أو صوت المؤشّرات.
التعامل مع المركبة كآلة موسيقية
يتم توليد الموجات الصوتية عبر استخدام مفعِّلات مدمَجة مشابهة لقلب مكبّر الصوت التقليدي. وتتكوّن نواقل الطاقة هذه من مغناطيس ونابض لتولّد ذبذبات دقيقة جداً. لكن، عوضاً عن استعمال غشاء متذبذب، والذي يشكّل جزءً من مكبّرات الصوت الحالية، يتم عبر هذه النواقل تحفيز مكوّنات وأسطح أكبر في السيارة كي تطلق الصوت بشكل فعّال.
وعند إجراء مقارنة مع آلة الكمان على سبيل المثال، نجد أن القوس والأوتار تعمل كنواقل للصوت. أما الجسر فيوازن موقع وترابط النواقل مع السطح مما يوازن جسم الآلة. وضمن السياق ذاته، توفر بعض المناطق المحدّدة في المركبة منصّات لنطاقات التردّد الثلاثة الرئيسية. فعلى سبيل المثال، يتلاءم العمود A تماماً مع التردّدات العالية، بينما تتمتّع ألواح الأبواب بالقياسات الصحيحة لتوليد تردّدات متوسّطة. أما الأجزاء الكبيرة مثل كسوة السقف أو الرف الخلفي فيمكن استخدامها لتوليد التردّدات المنخفضة.
تقوم ’كونتيننتال‘ باستعراض النظام الصوتي الجديد بمستويات مختلفة عبر التبديل بين نظام أوّلي منخفض التكاليف يستخدم ثلاث قنوات صوتية، ونظام وسطي يستخدم أربع إلى ست قنوات، ونظام راقٍ يستخدم حتى 12 قناة وذلك عبر مركبة مخصّصة للعرض.