لم يمضِ وقت طويل منذ أعلنت قوقل عن تحركاتها لحجب الإعلانات من الانترنت – والتي تشكل مصدر الدخل الأكبر للشركة – بعد انضمامها إلى حلف “Coalition for Better Adds” مع عدد من الشركات الكبرى في الانترنت, حتى جاءت أبل معلنة انضمامها بشكل هادئ وغير مباشر لكن واضحٍ جدًا.
انضمام قوقل كان بشكل من الأشكال, يشمل تعديل قوانين وقواعد التعامل مع الانترنت في متصفح قوقل كروم, الأمر ذاته الذي قامت أبل بالإعلان عنه في مؤتمر المطورين WWDC2017 مستعينة بتقنيات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي لتمييز نوعية المحتوى الإعلاني المزعج أو الطبيعي والغير مخالف للقوانين والشروط على الانترنت.
قد يقال هنا بأن توجه جميع الشركات من بينها المتحالفة “Coalition for Better Adds” والمنفصلة منها أيضًا كأبل هادف نحو سن القوانين في الانترنت وإدارة المحتوى الإعلاني بهذاالشكل, متغافلةً حرية النشر والتعبير والتكسب عن طريق الانترنت ومغلقة كل الأبواب على الآخرين من ناشري ومحرري المحتوى في الانترنت دون جني المال مقابل الزيارات والمشاهدات, لكن الأمر ليس كما قد يظهر, فحملة حجب الإعلانات تلك لم تأتِ بحجب دون سابق إنذار أو بإغلاق جميع الأبواب الربحية على محرري وناشري المحتوى على الإنترنت, بل جاءت كقانون تجبر به قوقل وأبل الموقع على إيقاف إعلاناته التي لا تطابق الشروط والمشار إليها في هذا التحالف.
لا يزال بيد هذه المواقع ذات الإعلانات “المزعجة” ان تقاوم وتعاند هذه الموجة القادمة من قوقل وأبل
لا يزال بيد هذه المواقع ذات الإعلانات “المزعجة” ان تقاوم وتعاند هذه الموجة القادمة من عظماء تقنية المعلومات, مستعينة بمستخدمي المتصفحات الأخرى أمثال أوبرا وموزيلا فايرفوكس وغيرهم دون سفاري أو كروم, لكن بمجرد أن تعدل هذه المتصفحات الأخرى سياستها تخسر هذه المواقع مصادر دخلها. ولا يخفى على الجميع أن معظم مستخدمي الانترنت هم من مستخدمي متصفح قوقل كروم, أي أن هذه المواقع حتمًا ستفقد الكثير بعنادها وبدخولها في حرب الدعاية أمام قوقل وأبل.
لازالت المهلة الزمنية متاحة لمحرري المحتوى وأصحاب المواقع على الانترنت لتعديل إعلاناتهم وسياساتهم حتى مطالع العام المقبل, فحينها ستغلق السدود مسار جداول ريعهم حتى يلتزموا بالشروط.