حذر خبير أمن سيبراني عالمي من مخاطر التطورات المتلاحقة للهجمات السيبرانية، والبرامج الضارة، على الاقتصاد العالمي، والتي يمكن أن تستهدف كل الأنظمة الصناعية في وقت واحد، وتمثل أعلى مستوى من التهديد للبنية التحتية الحيوية حول العالم.
وقال روبرت إم لي -الرئيس التنفيذي لشركة “دراجوس” الرائدة عالميًا في مجال الأمن السيبراني- في تصريحات لموقع “نيوتك” التقني: “إن العام الماضي 2022م شهد تطورًا خطيرًا في البرامج الضارة التي تستهدف الأنظمة الصناعية، حيث اكتُشفت مجموعة أدوات جديدة للبرامج الضارة قادرة على استهداف قطاع صناعي بأكمله في وقت واحد، ليس هذا فحسب بل ومن المحتمل أن تستهدف جميع الأنظمة الصناعية”.
أكد لموقع “نيوتك” أن مهمتهم حماية البنية التحتية الصناعية
وأضاف: “يمثّل هذا التهديد الجديد، المسمى بـ””PIPEDREAM، أعلى مستوى من التهديدات للبنية التحتية الحيوية على المستوى العالمي، نظرا لقدرته الهائلة على التوسع والانتشار عبر العديد من القطاعات والصناعات، وتعدّ المؤسسات الصناعية في المملكة العربية السعودية، خاصةً في ظل التحول الرقمي الذي يزيد من مستوى وحيوية الاتصال، معرضة لخطر هذا النوع من الهجمات المعقدة سريعة الانتشار”.
السعودية: رؤية متقدمة في الأمن السيبراني
وتحدث الرئيس التنفيذي لشركة “دراجوس” عن أبرز التهديدات السيبرانية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، عادًّا التهديدات التي تتعرض لها الأنظمة الصناعية -بما في ذلك احتمال حدوث هجمات متطورة وقابلة للتوسع بشكل متزايد- خطرًا كبيرًا في المنطقة، وخصوصًا في المملكة العربية السعودية، مبينًا أن الحكومة السعودية وأصحاب المنشآت الخاصة يدركون مدى أهمية حلول الأمن السيبراني لحماية أنظمة التحكم الصناعية ICS)، والتقنيات التشغيلية لها (OT)، واصفًا ذلك بأنه موقف ناضج جدًّا في المنطقة.
وأضاف: “تمتلك المملكة رؤية متقدمة بخصوص هذا الموضوع، كما أن لديها مواءمة بشأن الإجراءات الضرورية لحماية المجتمع من الهجمات السيرانية، وهي إجراءات تتفوق على جميع الإجراءات الأخرى على مستوى العالم تقريبًا”.
“دراجوس” ومعالجة الهجمات على البنية التحتية
وحول دور دراجوس في معالجة الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الحيوية، أكد روبرت إم لي، أن مهمة الشركة تتمثل في حماية البنية التحتية الصناعية التي نعتمد عليها؛ من خلال توفير حلول الأمن السيبراني لأنظمة التحكم الصناعية، والتقنيات التشغيلية لها، وحماية المؤسسات الصناعية في مجالات الكهرباء، والنفط، والغاز، والتصنيع، وأنظمة أتمتة المباني، والكيماويات، والحكومات، والمياه، والأغذية، والمشروبات، والتعدين، والنقل، والصيدلة.
وتابع قائلًا: “تركز دراجوس على دعم المجتمع الصناعي، وتوفير منصة الأمن السيبراني الخاصة بها للعملاء، وتعمل على تعزيز الدفاع الجماعي؛ من خلال المساعدة في تعزيز استراتيجية تعاونية تعمل فيها المؤسسات معًا للدفاع ضد التهديدات السيبرانية، وتقديم الموارد؛ لبناء المعرفة والتدريب، ونقل المعرفة عبر خبرائنا إلى الخبراء المحليين؛ لضمان أن يكون المواطنون السعوديون خبراء رواد في مجال الأمن السيبراني في العالم”.
وشدّد على أن تكنولوجيا منصة دراجوس تمنح العملاء رؤية لأنظمة التحكم الصناعية، والتقنيات التشغيلية لها، بالإضافة إلى نقاط الضعف التي يحتاجون إلى اكتشافها؛ للدفاع عنها، والاستجابة إليها، واكتشاف التهديدات، ومنعها، مبينا أن قوة المنصة تكمن في ذكاء التقنيات التشغيلية لها، وقدرتها على تدوين التهديدات، كما توفر أدلة جنائية متعمقة، وكتيبات تشغيل خاصة بـالتكنولوجيا؛ لمساعدة المؤسسات على الاستجابة بسرعة للحوادث، علاوة على تقديم الدعم من خبراء دراجوس؛ للمساعدة في بناء برامج تقنيات تشغيلية آمنة، وفعالة.
بناء المرونة السيبرانية
وتطرق الرئيس التنفيذي لشركة “دراجوس”، بصفته عضواً في مركز الأمن السيبراني التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي (CSS)، إلى أولويات المركز في مواجهة التحديات السيبرانية وتحسين الثقة الرقمية في العالم وهي: بناء المرونة الإلكترونية، وتعزيز التعاون العالمي، وفهم الشبكات والتقنيات المستقبلية بهدف استكشاف تحديات وفرص الأمن السيبراني في المستقبل.
وفيما يتعلق بحماية البيئات الصناعية، نصح روبرت إم لي، القادة التقنيين بضرورة إتباع مسار مخصص للتحديات والمهام الفريدة للتقنيات التشغيلية، مشيرًا إلى أنهم إذا سعوا إلى تقليد استراتيجياتهم لتقنيات المعلومات الخاصة وتطبيقها على بيئات التقنيات التشغيلية، فسوف يفشلون في حماية أنظمتهم الصناعية.