تطورت الهواتف الذكية كالبرق لتصبح الأداة الرئيسة التي تربط بين العالمين اللذين نتعامل معهما: عالمنا المادي وعالمنا الرقمي، فأصبح الهاتف يعلم كل شيء تقريباً عن مستخدمه ويحفظ معظم معلوماته وما يتداوله كل يوم من بيانات بدءاً من مستنداته الشخصية ورسائل بريده الإلكتروني في العمل إلى معلومات بطاقة ائتمانه وحسابه البنكي. ولهذا لا بد لعنصر الأمن أن يتصدر قائمة مزايا الهواتف الذكية بشكل يواكب تطور ابتكارات الهواتف الذكية. وفي هذا الإطار دعونا نلقي نظرة على معايير الخصوصية واستراتيجياتها التي تتبناها شركات التقنية العملاقة، ونأخذ مثالًا عن ذلك البنية التحتية الأمنية التي تطورها شركة هواوي، لنتعرف بعمق أكبر على ما توفره الحماية الرقمية لنا للمحافظة على خصوصيتنا.
لا شك بأن توفير حماية قوية لخصوصية المستخدمين يمثل الجانب الأهم لكسب ثقتهم، ولهذا تأخذ شركة هواوي في الحسبان تدابير حماية الخصوصية والالتزام بمعاييرها بدأً من المراحل الأولى لدورة تصميم المنتج وصولاً إلى مرحلتها الأخيرة، فتلتزم بمعايير «جاب» (Generally Accepted Privacy Principles)، وهي معايير الخصوصية الرقمية الأكثر صرامة في العالم، بالإضافة إلى جميع الشروط التي تحددها لائحة النظام الأوروبي لحماية البيانات العامة (GDPR). وتطبق الشركة منهج “الخصوصية بحكم التصميم” في منتجاتها خلال جميع مراحل تطويرها وتصميمها وفحص جودتها وبيعها وخدمات التزويد.
وفي إطار مساعيها في ترسيخ عامل الخصوصية والأمان، ترتقي هواوي بمستوى حماية خصوصية المستخدمين في هواتفها الذكية عبر رفع مستوى الانسجام الأمني بين كل من معداتها الإلكترونية وبرمجياتها. فمن ناحية المعدات، توفر الحماية الأمنية القوية -بمستوى يضاهي أمن التقنيات المالية- من خلال حلول أمن رائدة في عالم الهواتف النقالة والممثلة بـ Hi Security Executive Environment (HiSEE)، الذي دمجته في مختلف طرازات رقاقاتها للذكاء الاصطناعي من نوع كيرين. وهو حل يقدم مجموعة من الوظائف الأمنية الأساسية على مستوى المعدات مثل بدء التشغيل الآمن للهاتف ومحرك التشفير ومولد الأرقام العشوائي والمفتاح الفريد للمعدات (HUK). أما حين ننتقل إلى جانب مزايا الأمن في البرمجيات التي تطورها هواوي، فنجد أن نظام تشغيل هواتفها EMUI يتوافق تماماً مع معايير الأمان التي حددتها جوجل، وهو يستند إلى إمكانات الأمن الأصلية المدمجة في أندرويد لتعزيز أمن النظام والبيانات والتطبيقات. والتزامًا بسياسة تحديث الإصلاحات الأمنية التي تحددها جوجل، تصدر هواوي أي إصلاحات أمنية ضرورية على الفور للحفاظ على أمن الأجهزة في أعلى المستويات.
وعملت هواوي أيضاً على تعزيز أمن بيانات خدمات الهواتف الذكية لكل مستخدم من خلال اتخاذها عدة تدابير تشمل توفير إمكانية الوصول الموحد الموثوق به إليها عبر حسابات Huawei ID والاعتماد على المصادقة المزدوجة ومصادقة OAuth والإدارة الموحدة للشهادات الرقمية والتحكم في الوصول حسب الخدمة وحسب مستوى صلاحيات المستخدم. وتلتزم هواوي باستخدام مجموعة متقدمة من تقنيات حماية البيانات تشمل تبادلها بصورة مشفرة من بين المرسل والمستقبل وإدارة المفاتيح الرقمية الموحدة وتقنية إخفاء الهوية والحذف الآمن للبيانات من أجل المحافظة على خصوصية المستخدم وأمنه.
وعلى امتداد الأعوام الماضية بذلت مجموعة هواوي لأعمال المستهلكين جهوداً متواصلة واستثمرت بشكل كبير في سبيل رفع مستوى الحماية الرقمية وحماية الخصوصية على الإنترنت، إذ خططت لإنفاق أكثر من 50 مليون دولار على أبحاث وتطوير التقنيات الأمنية بنهاية العام 2018، حرصاً منها على تحقيق أعلى مستويات الأمن الرقمي لمستخدمي أجهزتها. ولهذا عينت أكثر من 200 خبير ومهندس في مجال الأمن الرقمي، وتعاونت مع 2012 Labs لإنشاء مراكز أبحاث وتطوير للأمن الرقمي في الصين وألمانيا وفنلندا وكندا وسنغافورة، وعقدت أكثر من عشر اتفاقيات مع شركات منتجة للأدوات الأمنية وشركات استشارية وتحالفات صناعية ومنظمات متخصصة في هذا المجال.
وتجدر الإشارة إلى أن نظام الأمن الرقمي القوي الذي طورته الشركة برهن على جدارته ونجح في الفوز بثقة العملاء من الشركات الكبرى في جميع أنحاء العالم على مدار الثلاثين عامًا الماضية، وعلى رأسهم شركات الطيران العالمية الكبرى، والشركات العالمية المدرجة في قائمة فورتشن جلوبال 500، ومئات ملايين الأفراد. وحصدت تدابيرها الأمنية ثقة شركائها في سلسلة القيمة العالمية بفضل نظام الأبحاث والتطوير المتقدم وسلسلة الإمداد المكرسة لحماية الخصوصية وتوفر رقاقات ARM المفتوحة ونظام أندرويد من جوجل.