بقلم: فينود كريشنان، رئيس قسم الأعمال التجارية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى أمازون ويب سيرفيسز(AWS)
يشهد المحتوى المرئي انتشاراً كبيراً مقارنةً بأي وقت مضى، في الوقت الذي تتزايد معه تطلعات المشاهدين للحصول على خيارات محتوى غير محدودة في أي وقت ومن أي مكان وعلى أي شاشة. ويتطلب الابتكار والاستمرار في تلبية متطلبات المشاهدين اعتماد تقنيات وحلول تسرّع إنتاج المحتوى وتوفره لهم.
واليوم، تمتلك الحوسبة السحابية القدرة على إحداث تغيير جذري في الأسلوب الذي تتبعه شركات الإعلام والترفيه لمعالجة المحتوى وتقديمه للجمهور. وبفضل مرونة السحابة وقابليتها للتوسع والتكيّف، بات بإمكان موزعي المحتوى تقديم خدمات جديدة للمستخدمين النهائيين على نحو أسرع، وتنفيذ وتجربة ميزات جديدة بسهولة على نطاق عالمي، وهو ما يمكنهم من الوصول إلى عدد أكبر من المشاهدين مقارنةً بأي وقت مضى.
وتوفر خدمات “أمازون ويب سيرفيسز” (AWS) الدعم للشركات العالمية الرائدة في صناعة الإعلام مثل “نتفليكس” و”والت ديزني” و”ديسكفري” وغيرها، وفي منطقة الشرق الأوسط تضم كلاً من ” أنغامي” ومجموعة MBC وOSN، بالإضافة إلى الشركات الجديدة ذات الخدمات المبتكرة، مثلStarzPlay والتي تعتمد جميعها على “أمازون ويب سيرفيسز” للابتكار والتوسع والتطوير وتحقيق الأداء اللازم لتوفير أفضل تجربة للمستخدميين النهائيين.
وفي منطقة الشرق الأوسط، توفر تقنيات الحوسبة السحابية فرصاً هائلة لشركات الإنتاج الإعلامي ومزوّدي خدمات الفيديو، والذين يحرصون على تلبية متطلبات المحتوى الرقمي للشباب من سكان المنطقة والتي تعد من أكثر مناطق العالم اتصالاً بالإنترنت. فقد ساعدت “أمازون ويب سيرفيسز” مجموعة MBC على تسريع الابتكار، ومن ثم توسيع نطاق مجموعة أكبر من الخدمات الرقمية القابلة للتطوير والموثوق بها، بما في ذلك منصات SHAHID.net و MBC.netو GOBOZوخدمة MBC للفيديو بحسب الطلب المخصصة للأطفال. وبلغ عدد مستخدمي خدمة “أنغامي” اليوم أكثر من 75 مليون مستخدم، حيث توفر الخدمة وصولاً فورياً لملايين الأغاني معتمدةً على البنية التحتية من أمازون ويب سيرفيسز لمواكبة نموها العالمي السريع. وتتوسع الشركة الآن لتقديم أكثر من مجرد الخدمات السمعية بهدف تعزيز تواصل عملائها من خلال الترفيه، وهو ما لم يكن ليتحقق دون دعم خدمات الحوسبة السحابية.
وبالإضافة إلى المساهمة في تعزيز عنصر الأداء، تساعد تقنيات الحوسبة السحابية من أمازون ويب سيرفيسز شركات الإعلام في التغلب على عددٍ من أكبر التحديات التي تواجه الصناعة، ومنها مشكلة القرصنة. وساهم تحوّل شركة OSN إلى خدمات الحوسبة السحابية التي تقدمها أمازون ويب سيرفيسز وتقنية الخدمات الدقيقة، في زيادة قدرات الشركة لمكافحة القرصنة بنسبة 98% ومكّنها من اكتشاف أكثر من نصف مليون مخالفة والتي تم اتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها.
تمكين الابتكار بمجال الإعلام والترفيه في الشرق الأوسط
أطلقت أمازون ويب سيرفيسز (AWS) هذا العام منطقة أمازون ويب سيرفيسز في الشرق الأوسط (البحرين)، والتي تتألف من ثلاثة مواقع لتوافر الخدمات “Availability Zones” تقدم مرونة واعتمادية وموثوقية وتقنيات حوسبة سحابية آمنة بالقرب من المستخدمين النهائيين في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يساعد المؤسسات على تسريع مبادرات التحول الرقمي وجهود الابتكار لصالح مواطني المنطقة.
وتتيح مراكز البيانات الإقليمية الجديدة من AWS العديد من الفرص للمنتجين ومزوّدي المحتوى على اختلاف فئاتهم للتجربة والإبتكار في تطوير منتجات وخدمات إعلامية جديدة ، ومنها:
الدفع بحسب الاستخدام: تقوم أمازون ويب سيرفيسز بتقديم خدماتها على أساس الدفع بحسب الاستخدام. AWS حيث لا يقوم العملاء بسداد أي رسوم إضافية ويدفعون فقط مقابل ما يقومون باستخدامه، وهو ما يضمن لهم عدم تحمّل فواتير لخدمات غير مستغلة أو أنظمة زائدة عن الحاجة.
الزيادة أو التقليص: تتيح البنية التحتية القائمة على الحوسبة السحابية زيادة الموارد أو تقليصها بشكل تلقائي وفقاً للطلب، وهو ما يقلل الوقت الذي يقضيه العملاء لتوفير الموارد، ويجنبهم أي تكهنات بشأن متطلبات الطاقة الاستيعابية أو خدمات البنية التحتية الزائدة عن الحد.
البناء والتكيف السريع: تتيح الحوسبة السحابية عملية تجريب منخفضة التكاليف، بالإضافة إلى القدرة على تخزين وتوزيع خدمات فيديو جديدة في غضون دقائق. وبالإضافة إلى ذلك، توفر أمازون ويب سيرفيسز خدمات معيارية، مثل أدوات تعلّم الآلة التي تتيح إضافة قدرات جديدة لأنظمة عمل الفيديو.
الانتشار العالمي السريع: تمتلك تقنيات الحوسبة السحابية من أمازون ويب سيرفيسز القدرة على نشر الموارد مثل تخزين الوسائط وخدمات قواعد البيانات وتشفير الفيديو والباقات الإعلامية، بالإضافة إلى توزيع شبكة إيصال المحتوى، في أي مكان تمتلك أمازون ويب سيرفيسز بنية تحتية في العالم.
التركيز على المحتوى: من خلال خدمات الفيديو القائمة على السحابة، يمكن للمؤسسات التخلي عن تكبّد أعباء شراء وصيانة بنية تحتية للفيديو، وبدلاً من ذلك ستركّز على توجيه مواردها البشرية والمالية لصناعة وإيصال المحتوى وخدمات الفيديو الرائدة التي يستمتع بها المشاهدون.
دعم تقنيات جديدة: في الوقت الذي تنتشر أنواع من الأجهزة ومنصات البث والفيديو المتطورة على نطاق واسع، فإن توفير بنية تحتية للفيديو قائمة على السحابة يجعل المؤسسات الإعلامية في طليعة توجّهات تسريع التكنولوجيا، دون الحاجة إلى ضخ استثمارات كبيرة من أجل استبدال الأجهزة لديها.
إن قرارات المشاهدين اليوم تتوقف على المزايا التي يستمتعون بها من الخدمة، وجودتها وموثوقيتها وطبيعتها وفق احتياجاتهم، وقدرتهم على مشاهدة ما يريدونه، وقتما وحيثما يشاؤون. تلك هي تطلعات المشاهدين، والشركات التي ستحظى بأداء متميز في هذا المجال هي التي ستوفر لمشاهديها أفضل تجربة. وهناك جوانب مشتركة كبيرة بين ما يطمح إليه المشاهد، وبين المزايا التي تتحقّق بفضل الاعتماد على الحوسبة السحابية في هذا الصدد.