استطاعت شركة أبل أن تقلب الطاولة أمام “أسطورة” علماء الطب التي تفيد أن “التقنية” ومع كونها فتح من فتوح الحضارة الإنسانية، إلا أنها سلاح ذو حدين؛ حينما أثبتت التجارب الطبية والبحوث العلمية أن مخرجات التقنية وتوليداتها من الأجهزة الإلكترونية والمنتجات الرقمية والذكية واللوحية وما يلازمها من أشعة وتوهجات وعادات حركية وبدنية هي من أهم مسببات الضرر الصحي على كثير من أجزاء وأعضاء الجسم بداية بالرأس ومروراً بالرقبة وليس انتهاء بالظهر.
“تحالف التقنية والصحة” .. ينسف النظريات والقطعيات القديمة ويبدأ فصل الصداقة
ولكن! ومع صحة ذلك وثبوته لعقود من الزمن، فقد جاءت شركة أبل بمنتجاتها وأنظمتها الرقمية الحديثة لتنسف هذه القطعيات والنظريات “وتقلب لها ظهر المِجَنْ” بدخولها عالم التقنية تحت عنوان “تحالف التقنية والصحة” لتؤكد أنها وثبت وثبة جديدة في طريق الحداثة والتقدم حينما كشفت مؤخرًا عن منتجاتها الصديقة للصحة من ساعات ذكية وتقنيات تساعد على حماية البصر في الأيفون أو حتى الحالة الصحية والذهنية والتنبؤ بالحوادث لا سمح الله والاتصال بالطوارئ بشكل مباشر وغيرها من التقنيات خاصة التي تم اطلاقها مع تحديث الأنظمة الجديدة iOS 17 وiPadOS 17 وwatchOS 10 أو في جديد الأجهزة الذكية.
وتعمل أبل على تعزيز وتأكيد متطلبات الجسم السليم والمثالي، وما يستدعيه ذلك من أنماط وعادات سلوكية وحركية، وجاءت بمزايا وخواص تقنية تساهم بشكل مباشر في حفظ وتعزيز المكتسبات الصحية للمستخدمين، من سلامة البصر وهدوء النفس وصفاء الذهن.
ويعتقد أستاذ المناعة والعدوى، استشاري مختبرات إكلينيكية الدكتور همام عقيل أن كلمة أصدقاء ليست دقيقة اليوم لأن الصحة أصبحت لاتستغني عن التقنية في الزمن الحالي وليس مجرد صداقة، فاليوم اذا نظرنا إلى الخدمة الطبية و الصحية بشكل عام لتشمل الشق الوقائي والتشخيصي والعلاجي نرى التقنية موجودة في كل هذه الأماكن وساعدت بشكل كبير في التشخيص والعلاج وفهم مسببات الأمراض وغيرها من الأمور.
يقول الدكتور سمبل ديساي نائب رئيس قسم الصحة في أبل “الصحة العقلية وصحة البصر أمران مهمان، ولكن غالباً ما يتم تجاهلهما، ونحن متحمسون لتقديم ميزات توفّر معلومات جديدة وقيّمة لتزويد المستخدمين بفهم أفضل لصحتهم. حيث تساعد هذه المعلومات في دعم المستخدمين في قراراتهم اليومية وخوض محادثات أكثر وضوحاً مع أطبائهم”.
ما نشهده اليوم هو لبنة للمستقبل الصحي
وعن اهتمام الشركات التقنية وعلى رأسها أبل في الصحة وتقديم المزايا الجديدة أكد الدكتور همام عقيل أن ما نشهده اليوم هو لبنة للمستقبل الصحي، نعم نستفيد منها في الزمن الحالي وتقدم لنا المؤشرات التي تساعد على الفهم أكثر بالذات لممارسين الرياضة، وهي بداية رائعة وتعطي مؤشرات ومعلومات تساعد في العلاج الطبي.
توسعت أبل في تقديم ميزات صحية جديدة في أنظمة iOS 17 وiPadOS 17 وwatchOS 10، للمحافظة على صحة العقل والبصر مع تحسين المزايا الصحية السابقة، فالآن يمكن للمستخدمين فهم ومعرفة حالتهم الذهنية والمزاجية من خلال التمرير عبر الأشكال الجذابة متعددة الأبعاد التي تظهر لهم في تطبيق الصحة واختيار ما يشعرون به، وبمرور الوقت يمكن من خلال تطبيق صحتي معرفة الحالة المزاجية لكل الفترة الماضية.
كما يمكن للمستخدمين أيضاً مقارنة حالتهم المزاجية بأسلوب الحياة الذي يمكن أن يؤثر عليهم، مثل التمارين الرياضية وأنماط النوم،ويمكن أن تساعد هذه التقييمات المستخدمين في تحديد مستوى مخاطر إصابتهم بالاكتئاب أو القلق، والاتصال بالموارد المتاحة في منطقتهم، وإنشاء ملف PDF لمشاركته مع طبيبهم.
الأيفون والأيباد مراقبك الأمين والحريص على صحتك وسيطلب منك ابعاد الشاشة عند اقترابها لفترة طويلة من عينيك
وفي مجال المحافظة على البصر يستطيع المستخدم عرض الوقت الذي قضاه في ضوء النهار والذي رصدته Apple Watch. ويمكن مقارنته مع الوقت الذي قضاه بشكل عام في تشغيل الشاشة ومنها يتم أخذ تحليل وفهم كامل لتقيل مخاطر قصر النظر أو الحصول على فوائد اضافية للصحة الجسدية والعقلية.
وتتوفر الآن ميزة Screen Distance على نظامي iOS 17 و iPadOS 17 لتحذر المستخدمين من خطر قرب الشاشة مسافة أقرب من 12 إنش لفترة طويلة وتطلب منهم إبعادها.
لم تغفل أبل أيضاً إضافة ميزات جديدة لبرامج تسهيلات الاستخدام الخاصة بالإدراك والرؤية والسمع والحركة والتي ستخدم أيضاً من يعانون من احتياجات خاصة سواء كانت بدنية أو ادراكية لتبرهن أنها تبحث عن الأفضل والأكمل لجميع فئات المجتمع.
الأشياء العظيمة تبدأ بمثل هذه المزايا والتطبيقات ويتم تحسينها مع كل تحديث جديد
ويؤكد الدكتور همام عقيل على أن الأشياء العظيمة دائماً تبدأ بمثل التطبيقات والتجارب الحالية وتتطور مع الوقت، خاصة أن هناك الكثير من البحث والتطوير المستمر المبذول من شركة أبل والشركات التقنية الأخرى، ويتم تحسين المزايا والتقنيات مع كل تحديث لتكون أكثر دقة وصحة في المعلومات التي يتم استقائها.
وعن أكثر مايقلق الدكتور همام من تطور التقنية وتقديم مؤشرات صحية بشكل سريع وسهل يؤكد أنه سلوك الأشخاص في البحث عن الأمراض والأعراض في محركات البحث والاعتماد على البيانات الموجودة لديهم من الاكسسوارات أو الأجهزة الذكية والتي تتطلب فهم طبي معين ليتم تفسيرها والتعامل معها، ونوه أنه يجب علينا رفعي الوعي لدى الأشخاص وهي مسؤولية كبيرة على عاتقنا جميعا لرفع الوعي لديهم في هذا الجانب.
تاريخك الصحي في تطبيق واحد .. محمي ومشفر وخصوصيته عالية
تجدر الإشارة أيضاً أنه يمكن للمستخدم حالياً من تتبع التاريخ الصحي له وعمل قاعدة بيانات لتكون مرجعًا صحيًا لحفظ ومعرفة المشوار الصحي والبدني لجميع المستخدمين في تطبيق صحتي والذي توفر على الأيباد مؤخرا.
وهذه البيانات محمية ومشفرة وخصوصيتها عالية، علماً أنه لا تتم مشاركة بيانات تطبيق صحتي مطلقاً مع أي طرف ثالث من دون إذن صريح من المستخدم، وفي حال قرر المستخدم مشاركة البيانات الصحية مع الأطباء أو جهات اتصال معينة فإن التطبيق سيوفر تحكماً دقيقاً في أنواع البيانات التي يمكن مشاركتها مع إمكانية مراجعتها وتعديلها في أي وقت.
أشار الدكتور همام عقيل أن المستقبل للتقنيات ولكن بشكل لا يتنافى مع أخلاقيات المهنة الطبية، ولا يتنافى مع وجود المختص من الممارسين الصحيين ومن يستطيع أن يقرأ ويفسر هذه المعطيات، مع الحاجة الملحة للتقنيات خاصة في جميع أمور الحياة ومتابعة الصحة بشكل عام، وهناك حاجة لها حالياً في مرحلة التشخيص عن بعد ومحاولة قراءة المؤشرات الحيوية عن بعد لاختصار الوقت للناس والمنشأة الطبية والذي بدوره سيقلل التكلفة ويرفع الكفاءة.
ونحن بدورنا نرى أن شركة أبل تعمل على تعزيز وتأكيد متطلبات الصحة بشتى أنواعها ومراحلها سواء في مرحلة الوعي أو الاكتشاف المبكر والتنبيهات وحتى التذكير المستمر وبشكل يومي للمحافظة على الجسم السليم والمثالي، بشتى الأنماط والاهتمامات سواء رياضية وماتنعكس فيه على الصحة، وحتى من خلال تذكير تناول الدواء أو حفظ وتعزيز المكتسبات الصحية من خلال سلامة البصر والصحة العقلية والذهنية. لتكون حقًا مساعدك ومستشارك ومراقبك ومدربك في كل حين.
دمتم سالمين..