بلغ إجمالي الإيرادات العالمية لأشباه الموصلات 7.339 مليار دولار خلال العام 2016، أي بزيادة قدرها 5.1 بالمائة عما سجلته خلال العام 2015، والذي حققت حينها 8.334 مليار دولار، وذلك وفقاً لنتائج الإحصائيات الأولية الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر.
حيث حققت أفضل 25 شركة لتوريد أشباه الموصلات في العالم نمواً إجمالياً في إيراداتها بلغت نسبته 9.7 بالمائة مقارنةً بما سجلته خلال العام 2015، وهو ما يشكل 9.75 بالمائة من حصة السوق.
في هذا السياق قالت أدريانا بلانكو، كبير محللي الأبحاث لدى مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر: “بعد البداية المتواضعة للعام 2016، والتي أدت إلى نفاذ المخزون، انطلق النصف الثاني من العام بتجديد واسع النطاق للمخزون، والذي رافقه تحسن في مستوى الطلب والأسعار. وبشكل عام، كانت إيرادات أشباه الموصلات في النصف الثاني من العام أعلى بكثير من النصف الأول، وهو ما يعكس قوة أداء سوق بطاقات الذاكرة، واستمرار عملية تجديد المخزون، إلى جانب تعزيز المخزون الخاص بهواتف الأيفون 7 وموسم العطلات”.
تصدرت شركة إنتل قائمة أفضل الشركات العالمية لتوريد أشباه الموصلات للسنة الـ 25 على التوالي، وذلك بحصة سوقية بلغت 9.15 بالمائة، وبدورها حافظت شركة سامسونج إلكترونيكس على المركز الثاني للسنة الـ 15 على التوالي، وذلك بحصة سوقية بلغت 8.11 بالمائة. في حين حققت شركة برودكوم أفضل أداء ضمن قائمة أفضل الشركات العالمية لتوريد أشباه الموصلات، حيث تمكنت من اجتياز 11 مرتبة لتحتل المركز الخامس، وذلك بعد استحواذ شركة أفاغو تكنولوجيز على شركة برودكوم.
وتتابع أدريانا بلانكو حديثها قائلةً: “عندما يتعلق الأمر بأسواق التطبيقات الرئيسية، فإن سوق الأجهزة اللاسلكية والحواسب هي من أكبر الأسواق المستهلكة لأشباه الموصلات، إلا أنها أظهرت أنماط نمو مختلفة جداً خلال العام 2016. حيث نمت إيرادات الأجهزة اللاسلكية بنسبة 6.9 بالمائة، مدفوعةً من قبل قطاع الهواتف الذكية وتداولات أسواق بطاقات الذاكرة، التي واتتها ظروف مثالية أكثر من غيرها، ويعزى ذلك بشكل جزئي إلى نمو المحتوى، وإلى تحسن أداء باقي فئات الأجهزة، بما فيها شرائح الدارات المتكاملة المصممة لتطبيقات محددة ASICs وأجهزة استشعار غير البصرية. من جهةٍ أخرى، تراجعت إيرادات الحواسب بنسبة 3.8 بالمائة، حيث واصلت تأثرها ببطء أداء سوق الكمبيوترات الشخصية واللوحية، وقوة أداء سوق بطاقات الذاكرة”.
في سياق آخر، بدأ سوق بطاقات الذاكرة خلال العام 2016 بزيادة عرض بطاقات الذاكرة من نوع NANDوNAND مع تراجع أسعارها. وبحلول منتصف العام، انتقل هذا السوق إلى مرحلة قلة العرض وارتفاع الأسعار بقوة. حيث واجه سوق بطاقات الذاكرة المتنقلة NAND، على وجه الخصوص، بداية مضطربة خلال العام 2016، فقد عانى من زيادة في العرض، لكن النقص الكبير وارتفاع الأسعار خلال النصف الثاني من العام دفع عجلة نموها.
أما إذا تطرقنا إلى عوامل الاقتصاد الكلي خلال العام 2016، سنجد بأن اليورو كان مستقراً نسبياً مقارنة بالدولار الأمريكي، في حين عزز الين مركزه بشكل ملحوظ. ولم يكن لقرار انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (البركسيت) الصادر في شهر يونيو من العام 2016 أي تأثير ملحوظ على السوق العالمية لأشباه الموصلات، على الرغم من أن معدل الطلب على التجهيزات في المملكة المتحدة تأثر بارتفاع الأسعار نتيجة ضعف الجنيه الإسترليني.