أولويات السلامة الجوية: المعايير العالمية، ثقافة السلامة، والابتكار

سلط الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) الضوء على ثلاث أولويات أساسية لضمان تقدم مستدام في مجال السلامة الجوية، وذلك خلال افتتاح مؤتمر الاتحاد الدولي للنقل الجوي للسلامة والعمليات 2024 في مراكش، المغرب. وأكد الاتحاد على ضرورة تعزيز المعايير العالمية بشكل مستمر، وتنمية ثقافة السلامة، والاستفادة من البيانات لتحسين الأداء في ظل التحديات التشغيلية المتزايدة، والصراعات الإقليمية المتعددة، والتهديدات المتنامية في مجال الأمن السيبراني.

وقال ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي: “السلامة هي الأولوية القصوى لصناعة الطيران. فقد سافر أكثر من 4.4 مليار مسافر بأمان في عام 2023 رغم البيئة التشغيلية التي تزداد تعقيداً. وللمضي قدماً يجب علينا التركيز على المعايير العالمية من خلال تطبيقها وتحديثها باستمرار. كما يجب علينا تعزيز ثقافة السلامة بالتعاون والقيادة القوية. كما يجب علينا الاستفادة من القدرات المتزايدة لتحليل البيانات لفهم المخاطر بشكل أفضل ودفع عجلة الابتكار. هذه الاستراتيجية هي التي ستجعل صناعتنا الآمنة أكثر أمانًا.”

المعايير العالمية

تعتبر المعايير والممارسات العالمية ضرورة لتعزيز وتحسين السلامة، وحدد الاتحاد الدولي للنقل الجوي مثالين رئيسيين:

إن الانتقال إلى تدقيق IOSA القائم على المخاطر، الذي يركز على معالجة المخاطر المحددة المتعلقة بكل شركة طيران، سيعزز من فعالية التدقيق. منذ بدء البرنامج في عام 2023، تم إجراء 63 عملية تدقيق قائمة على المخاطر، ومن المقرر الانتهاء من الانتقال الكامل بحلول نهاية عام 2024.

ثقافة السلامة

تلعب الثقافة دورًا أساسيًا في السلامة الجوية. لبناء ثقافة سلامة قوية، يجب على القادة الكبار خلق بيئة يشعر فيها الموظفون بالقدرة على إثارة مخاوف تتعلق بالسلامة، مدعومين بعمليات واضحة وميسرة تضمن معالجة القضايا بسرعة وفعالية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز قنوات مفتوحة لمشاركة تحسينات السلامة عبر الصناعة أمر حيوي لدفع عجلة التقدم.

لتعزيز ثقافة السلامة في مجال الطيران، قام الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) بتطوير عدة مبادرات بالتعاون مع القطاع بأكمله:

تحسين البيانات المستمر

تمثل البيانات عنصرا أساسيا في تحسين السلامة الجوية بشكل مستمر، لا سيما مع تقدم تقنيات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي. يساعد برنامج إدارة بيانات الطيران العالمي (GADM) على تحليل البيانات وتحديد المخاطر.

تمثل البيانات عنصرا أساسيا في تحسين السلامة الجوية بشكل مستمر، لا سيما مع تقدم قدرات البيانات الضخمة والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي. من خلال برنامج إدارة بيانات الطيران العالمي (GADM)، يلعب الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) دورًا رياديًا مدعومًا بزيادة أصول البيانات في الصناعة. من خلال تحليل البيانات المستخرجة من مصادر مثل تبادل بيانات الرحلات الجوية (FDX) و تبادل بيانات الحوادث (IDX)، يتم تحديد رؤى مهمة تُمكّن شركات الطيران والجهات التنظيمية من اتخاذ قرارات مناسبة. على سبيل المثال: 

وأضاف ويلي والش: “ستزداد أهمية دور البيانات في الطيران بمرور الوقت. من خلال تحليل ومشاركة البيانات من مصادر متعددة وملايين الرحلات، نستطيع رؤية أنماط لم تكن مرئية من قبل. ومن خلال هذا التحليل، سنجد ابتكارات من شأنها أن تحسن السلامة، ترفع الكفاءة إلى مستويات جديدة، وتساهم في تحقيق هدفنا المتمثل في الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.

Exit mobile version