للوهلة الأولى، قد تبدو استراتيجية تيم كوك Tim Cook في الأسواق الصينية -أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم- غير واضحة لكنها بكل تأكيد تضع خطة مُحكمة لخوض منافسة شرسة ضد مجموعة من الشركات المحلية الرائدة .
بغض النظر عن ولاء المستهلكين الصينيين للأيفون فإن الهوس الصيني بالهواتف الذكية مؤكد تماما لذا فإن الفوز بقطاع عريض من الزبائن ليس بالأمر الصعب على الإطلاق.
قد يظن البعض أن أبل لم تبذل قصارى جهدها للدخول في أعماق هذه المنافسة لكن الحقيقة أن الشريك الصيني لأبل فوكسكون Foxconn يُنتج حوالي نصف مليون جهاز أيفون يومياً وقد حققت النسخة الأرخص من جهاز الأيفون نجاحاً كبيراً كما تسعى أبل لتوسيع استثماراتها تدريجيا في الصين وتخطط الآن لإنشاء أربعة من مراكز البحث والتطوير. وتمثل عائدات أبل الفصلية في الصين حوالي 16.32 مليار دولار وهو ما يقارب مبيعات أبل بأكملها في السوق الأوروبي.
إلا أنه في ظل هذه الإنجازات التي تحققها أبل في الأسواق الصينية، نجد أن هواتف Oppo و Vivo تحتل حاليا جزءاً كبير من سوق الهواتف الذكية في الصين ويجب على أبل أن تتخذ إجراءاتها في السيطرة على هذا السوق المتنازع عليه بشدة.
بالعودة إلى خمس سنوات من الآن، كانت السيطرة الكاملة بيد شاومي، لينوفو وهواوي مع حضور نادر جدا للعلامات التجارية Oppo و Vivo التي تسيطر على أكثر من 30% من السوق اليوم في حين أن أبل تمتلك 10% فقط. أما على الصعيد العالمي، وفقا لتقرير الربع الأول من 2017 لإجمالي مبيعات الهواتف الذكية نجد أن سامسونج قد تفوقت على أبل في محاولة منها لتخطي أزمة جالكسي Note 7 ومحاولة كسب مزيد من العملاء لجالكسي S8.
دعنا نتفق أن أبل تعمل كعادتها في الخفاء وأنها تخطط لاستراتيجية بعيدة المدى معتمدة في ذلك على ولاء عملائها ومكانتها العالمية التي لا شك فيها. لكن أخبرنا عن رأيك في هذه المنافسة وهل تتوقع أن تتفوق Oppo و Vivo في الأسواق الصينية بالفعل؟